وصلت الدفعة الأولى من مهجري حي برزة الدمشقي إلى بلدة قلعة المضيق في مناطق سيطرة المعارضة بريف حماة، وذلك في إطار اتفاق أبرم خلال الأيام الماضية بين نظام بشار الأسد وممثلين عن الحي الخاضع لسيطرة المعارضة السورية. وكان مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين قد خرجوا الاثنين من حي برزة الواقع في شمال دمشق، وتضم الدفعة 1022 شخصا، وذلك في إطار اتفاق برعاية روسية في أول عملية اجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام. وتزامنت عملية بدء الاجلاء مع اعلان واشنطن الاثنين انها تدرس بعناية اقتراح اقامة مناطق «تخفيف التصعيد» الذي نصت عليه مذكرة أستانا، وذلك قبل يومين من لقاء مرتقب بين وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف في واشنطن. من جانبها أعلنت الأممالمتحدة أنه من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام السورية في 16 مايو الحالي إجلاء سكان برزة خرج 1022 شخصا، بينهم 568 مقاتلا معارضا بالاضافة الى أفراد من عائلاتهم في اطار الدفعة الاولى من عملية إجلاء السكان من حي برزة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان حافلات أقلت المقاتلين وعائلاتهم ومدنيين راغبين في الخروج في طريقها الى محافظة ادلب (شمال غرب)، التي يسيطر عليها تحالف فصائل معارضة. ومن المقرر استكمال عملية الإجلاء «على مدى خمسة أيام» على أن «تبدأ تسوية أوضاع الراغبين في البقاء في الحي». وتأتي عملية الإجلاء في إطار اتفاق تم التوصل اليه بين النظام وأعيان في حي برزة، يقضي بخروج الراغبين من مقاتلي الفصائل المعارضة والمدنيين من الحي، وفق ما ذكر مصدر لفرانس برس. وشاهد مصور لفرانس برس في حي برزة مقاتلين يحملون سلاحهم الخفيف ونساء واطفالا يقفون بالقرب من حقائبهم وأكياسهم بانتظار الصعود على متن الحافلات. وتسيطر قوات النظام على كامل دمشق باستثناء ست مناطق، تسيطر عليها فصائل معارضة. تهجير قسري وشهد حي برزة معارك عنيفة بين الفصائل المعارضة وجيش بشار الأسد في العامين 2012 و2013 مع اتساع رقعة النزاع المسلح في سوريا، إلى ان تم التوصل الى هدنة في العام 2014 حولته الى منطقة مصالحة. وتجري مفاوضات ايضا لاجلاء الفصائل المعارضة من حي القابون المجاور الذي يشهد تصعيدا عسكريا ايضا. وشهدت دمشق خلال الاشهر الماضية تصعيدا عسكريا في محيط الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، وتمكن جيش النظام في بداية ابريل، بحسب المرصد، من محاصرة حي برزة وعزله عن باقي الاحياء الشرقية. وانتقدت الاممالمتحدة عمليات الاجلاء التي تعتبرها المعارضة السورية «تهجيرا قسريا»، وتتهم النظام بالسعي الى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد. مشروع قرار روسي وتأتي عملية إجلاء البرزة بعد يومين من بدء آلية تنفيذ اتفاق أستانا حول إنشاء «مناطق تخفيف التصعيد» في ثماني محافظات سورية تتواجد فيها الفصائل المعارضة. وقدمت روسيا مشروع قرار حول إنشاء «مناطق لتخفيف التصعيد» إلى مجلس الأمن الدولي لتعزيز الاتفاق الذي وقعته في أستانا مع إيران وأنقرة، بحسب ما نقلت الوكالات الروسية عن المتحدث باسم البعثة الروسية في الأممالمتحدة فيودور سترجيجوفسكي. ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون نظيره الروسي سيرغي لافروف الاربعاء في واشنطن. ويعتزم تيلرسون وفق وزارة الدفاع الامريكية «بحث جهود تخفيف التصعيد، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وتحديد مسار للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع». محادثات جديدة أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أنه من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام السورية التي ترعاها الأممالمتحدة الأسبوع المقبل في جنيف. وأشارت الأممالمتحدة في بيان إلى أن «المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا سيستأنف المحادثات بين الأطراف برعاية الأممالمتحدة في جنيف في 16 مايو 2017». ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من توقيع اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران في العاصمة الكازاخية أستانا، يقضي بإنشاء «مناطق لتخفيف التصعيد» بين الأطراف، تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار كان دخل حيز التنفيذ في ديسمبر الماضي. وسبق أن أشاد دي ميستورا، الذي كان حاضرا في أستانا، بالاتفاق، واصفا إياه ب«الخطوة الإيجابية المهمة والواعدة في الاتجاه الصحيح» لتخفيف التصعيد. وقال مكتبه، الاثنين، إن الوسيط الأممي أعرب عن أمله الأسبوع الماضي في أن اتفاق أستانا «سينفذ بالكامل، الأمر الذي سيخفف التصعيد العنيف بشكل كبير، ويساعد في تشكيل بيئة مواتية للمحادثات السياسية بين الأطراف في جنيف».