الضوء الإعلامي مسلط على كثير ممن حظوا ومنحوا فرصة الحضور الإعلامي وحولهم متلقون مختلفون، ومتابعون متنوعون، وجماهير متعددة.. ونجد أن كل محتوى ومواد إعلامية مطروحة يقدمها هؤلاء قد تتابع بانتباه أو إهمال.. المهم أن هناك دوما وسيلة ومرسلا ومحتوى ورسالة ومتلقيا. المنصات والمنابر الإعلامية لها وهجها، ولها سحرها، ولها أثرها، علمها من علم وجهلها من جهل.. هذه المنصات المتعددة والوسائل الكثيرة سمحت للكل أن تكون منبرا لهم ولأطروحاتهم، ودعواتهم.. وسمحت لهم بنقل أفكارهم ورؤاهم، ووجهات نظرهم. الاعلام مرسل ووسيلة ورسالة ومستقبل واستجابة.. ومن يقف على منصاته عليه ان يدرك أدبيات، ومقومات كل هذا النموذج الاتصالي. ولعل من الشريحة المستفيدة الدعاة والوعاظ الذين قد يجدون فرصا متكررة للخروج الاعلامي وطرح ما لديهم.. وقد يكون الواعظ أو الداعية ألمعيا في علمه الشرعي والفقهي.. ولديه كثير من القبول.. ويوده الكثير.. لكنك ستجده على منصة الإعلام كما هو في مجلس بسيط.. لا يستطيع إلا أن يكون مرسلا لا يفكر في طبيعة المتلقي الذي يسمعه وتنوعه.. فمن يحضر للجمعة أو في المحاضرة ليس هو المتلقي للرسائل الإعلامية. العديد من الدعاة ومنهم مشهورون لا يدركون كيف يستثمرون الوسيلة الإعلامية ولا كيفية إدارة الخطاب فيها ولا طريقة التمرير من خلالها.. كثير منهم يحاول أن يكون مقنعا ومؤثرا دون انتباه لطرق وأساليب الإقناع في وسائل الإعلام.. كثير منهم أيضا قد تجده يتحدث وكأنه في منبر جمعة، أو ندوة، أو محاضرة، أو في مجلس ودي. لا يدرك كثير منهم أن لكل وسيلة ومنصة أدواتها ومقوماتها ولغتها الخاصة، فما قد يستخدمه من أساليب وحجج وقصص في منبر الجمعة أو في مجالس عامة لا يستطيع أن يمرره بسهولة دون انتباه عبر التلفاز أو الإذاعة، وكذلك لا يستطيع تمريره من خلال وسائل التواصل الجديدة. يسهب بعض الدعاة والواعظين بالحديث دونما انتباه لحالات المتلقين وتوجهاتهم وميولهم وأفكارهم ومواقفهم.. ثم يقتصر دون إحساس على من هم حوله ويوجه الحديث لهم مع أن هناك خلف الشاشات أو عبر الاثير من يستمع إليه ويضع ما يقوله في دائرة التقييم والنقد. ويبقى القول: ما سيقال في وسائل الاعلام سيكون حساسا، فعلى الواعظ أو الداعية مهما بلغت شهرته أو علمه الشرعي أن يحذر ويتمرس على كيفية الخروج في وسائل الاعلام، وأن يعرف ما اللغة المناسبة، وما يمكن قوله وما لا يمكن، وهل يستطيع أن يقول كل شيء بسهولة أو مباشرة أم يحتاج إلى تقييم ومراجعة، وعليه أن يدرك أن هناك من يترصد له ويحاكمه على طرحه.