يستذكر العم أبو نبيل النجدي بداياته في العمل عندما بدأ قارئا لعدادات الكهرباء في بداية خمسينيات القرن الماضي، ويقول: تعتبر مهنة قارئ عداد الكهرباء من المهن القديمة جدا والتي علمتني الصبر والكفاح، فقد كنت أطرق أبواب المنازل في الأحياء القديمة مثل حي صبيخة (الخبر الجنوبية)، وأحمل معي الدفتر وأصعد على العدّاد الذي غالبا يكون في زاوية إحدى الحجرات لأقرأ حجم الاستهلاك الكهربائي، ومن ثم أقوم برفع قيمة الاستهلاك للشركة، ويضيف: تقوم الشركة بدورها بإرسال الإيصال لصاحب العداد للسداد أو إرسال مجموعة أخرى لقطع التيار الكهربائي في حالة عدم الدفع. وعن مقدار الراتب الذي كان يتقاضاه قال العم النجدي: كان راتبي تقريبا 150 ريالا في الشهر الواحد، وكانت تكفيني إلى حد ما بسبب رخص المواد الغذائية في ذلك الوقت والمعيشة بشكل عام، ويضيف: في وقتنا الحاضر انتهت مهنة قارئ العداد وذلك بعد ظهور عدادات الدفع المقدم وأصبحت هذه الوظيفة المرهقة في تناقص مستمر بسبب التقدم التكنولوجي الذي يتيح قراءة العداد عن بعد، كما أنها وظيفة مجهدة وغير مرغوبة. وذكر النجدي أنه ينصح الشباب باستغلال أوقات فراغهم فيما يعود عليهم وعلى وطنهم بالخير، وألا يحتقروا أي مهنة مهما كانت لأنها مصدر رزق، مشيرا الى أن الحكومة الرشيدة في السنوات الماضية فتحت لهم المجال في الالتحاق بالوظائف وقامت بتوطين الكثير من المهن سعيا منها في شغل الوظائف بالشباب السعودي والذي يمتلك القدرات والمؤهلات بشغلها والاستفادة منها.