من أجمل الأمور التي نراها في العالم من حولنا الحدائق الغناء والتي تنتشر على مساحات كبيرة تجدها، والأجمل حين تنتشر الالوان داخلها بشتى الأشكال والأحجام فتكون للروح سكنا وللعين راحة وللنفس فرحة لا يمكن ان تعوض بأي أمر، وتصل درجة هذا النوع من الراحة من أن لو تحدث أحد تريده ان يصمت حتى تستمتع بأصوات الطبيعة التي نشرها الله سبحانه وتعالى في أرضه وجعلها سبحان الملك القدوس نعمة كبيرة للنفس البشرية. وليس ذلك فقط بل إنه لو تهدى لنا أزهار نفعل المستحيل حتى تبقى أمدا طويلا حتى نراها كل يوم بألوانها المفرحة ورائحتها العبقة، ونحاول أن نجدد الماء والمكان وان نعطيها كل شيء لتبقى دهرا في زوايا المنزل، هل وصلتم معي لتخيل هذه المناظر الجميلة والتي تنتعش وتنعشنا في نهايات فصل الشتاء وبدايات الربيع، هل أحسستم بقطرات الندى تلامس أجسادكم وهي ذات برودة معتدلة فتقفون للحظات حتى تسكن الروح لها وتنطلق التنهيدة التي تعبر عن جمال اللحظة وجمال الإحساس، فيلهج اللسان شاكرا لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة. هل تخيلت ان تستقيم صحة والدك أو والدتك او ان يعود اليك ابنك المغترب أو ترى شخصا قد فقدت الامل برؤيته، أي فرحة ستكون بصدرك وأي صرخة فرح ستطلقها وأي دمع سيهل من مقلتين ملأى منهم. كثير من هذه الامور وغيرها مما يدخل السعادة على قلب الإنسان، الاوامر الملكية كانت كتلك الباقة ذات الأزهار الفواحة.. كانت كقطرات الندى الباردة التي لامست مشاعرنا كانت كتلك الفرحة التي دخلت قلوبنا وجعلت مدامعنا تذرف فرحة، كم وكم فرحة بداخل كل منزل نتيجة هذه الاوامر التي تكرم بها خادم الحرمين الشريفين على شعبه، كم كان إحساسه بشعبه كبيرا وكم كان تفاعله فأتت هذه الكلمات لتجعل الكل في فرح غامر يلهج لسانه بالدعاء، ومهما كان الدعاء من أي شخص فلن يكون كالأجر الذي سيكون من الله سبحانه وتعالى لإدخاله السرور على شعب كامل، إدخال السرور على كل مؤمن من أفضل الأعمال، والأبناء وسائر الأسرة أولى بذلك. لأن إدخال السرور على المؤمن من أفضل الأعمال وأعظم التقربات إلى الله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن، تقضي له دينا، تقضي له حاجة، تنفس عنه كربة... ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة.