دخلت علي تشتكي من سوء معاملة والدها؛ لأنه يفضل الذكور على الإناث، فتحاورت مع والدها وبينت له بأن الشرع لم يفرق بين معاملة الأولاد والبنات، وأن الأصل أن نعاملهم بالعدل، فرد علي قائلا ولكن الله فرق بين الذكر والأنثى بالميراث، قلت له: نعم هذا صحيح في بعض الحالات وخاصة بعد الوفاة عند تقسيم التركة، ولكن لا يفهم من هذه الآية أنك تعامل أبناءك الآن وكأنك ميت، قال: أول مرة أفهم هذا الفهم، قلت: هل تعلم أن صحابيا كان جالسا أمام النبي- صلى الله عليه وسلم- فجاءه ولده فمسح على رأسه وأقعده على فخذه اليمنى، ثم جاءت ابنته فمسح على رأسها وأقعدها على الأرض، فقال له رسول الله: «فهلا على فخذك الأخرى»، فحملها على فخذه الأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: «الآن عدلت»، قال: أوه لهذه الدرجة العدل ينبغي أن يكون حتي في الجلوس على الفخذ، قلت: نعم، فالتفرقة بين البنات والأولاد من العادات الجاهلية فلا تكن أنت جاهليا في تربية أبنائك فابتسم وقال: صدقت والله، قلت له إن للبنت أكثر من 100 حق على الرجل، فمن حقها أن يفرح أهلها بولادتها ويختارون لها اسما جميلا ولا يحزنون لأنهم لم يرزقوا بذكر، ومن حقها أن تحسن تربيتها ورعايتها وتعليمها وعلاجها لو مرضت، وتعطيها حقها في اللعب والترفيه والتعبير عن رأيها، وألا تفرق بينها وبين اخوانها الذكور بالمعاملة والعطية وتوزيع المسؤولية، وأن تحرص على مصلحتها وحمايتها والدفاع عنها. وإذا كبرت يكون من حقها أن تختار الزوج المناسب لها، أو أن تعرض نفسها على الرجل الكفؤ الذي تراه مناسبا لها للزواج، ومن حقها رؤية الخاطب والحوار معه وكتابة شروطها لو كان عندها شروط في عقد الزواج، ومن حقها الحصول على المهر والتصرف بمالها كما تشاء، وأن يعاملها زوجها باحترام، وألا يناديها باسم تكرهه، وأن يشاورها زوجها في شؤون الأسرة، ولها التعبير عن رأيها ومجادلته ومراجعته بما يقول أو بما يتخذ من قرارات، ومن حقها ألا يدخل عليها زوجها ليلا فجأة يتخونها ويتتبع عثراتها، وأن يكف الأذي عنها وألا يغيب عنها مدة طويلة، ومن حقها أن ينفق عليها مثل مثيلاتها ويوفر لها مسكنا مناسبا خاصا بها، وأن يعالجها ويحميها ويساعدها، ومن حقها ألا يأخذ من مالها شيئا إلا بطيب خاطر منها. فقال: كل هذا من حقوق البنات؟ والله نحن في غفلة عن هذا كله وفي نظرنا البنت غير الصبي، قلت: ولهذا أنت ظلمت ابنتك لأنك فرقت بينها وبين أخيها في المعاملة والعطية، وبالمناسبة هناك حقوق كثيرة للمرأة في المعاشرة والجماع والولادة والحضانة والطلاق والأمومة والميراث لم أتعرض لها في حديثي معك، وإذا أردت المزيد راجع كتاب (أكثر من 100 حق للمرأة على الرجل) وقد أهداني هذا الكتاب مؤلفه الأخ الحبيب غسان القين- حفظه الله- وهو من طباعة دار المعرفة ببيروت، قال شكرا على هذه الجلسة السريعة وإن شاء الله سأبحث بالنت عن العدل في تربية الأبناء.