ستكون المواجهة التي تجمع بين الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفتح ونظيره في الباطن على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء، مساء السبت، مسرحا خاصة لمواجهة من العيار الثقيل بين كل من التونسي فتحي الجبال والسعودي خالد القروني، اثنين من أكثر المدربين خبرة بخبايا الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم. فالتونسي فتحي الجبال، هو صانع أمجاد الفريق الفتحاوي، حينما قاده للصعود للدوري الممتاز، قبل أن يفجر مفاجأة تاريخية بتحقيقه اللقب، قبل أن يعقبه بكأس السوبر السعودي. ابتعد الجبال عن الفتح، لكن ابتعاده لم يطل كثيرا، فعاد بعد البداية غير الجيدة للنموذجي، وذلك من أجل اصلاح ما يمكن اصلاحه في مركب الفتح، الذي كان قريبا من الغرق في بحر الهبوط لدوري الدرجة الأولى. لم تسر الأمور كما يريد الجبال، فعلى الرغم من تطور المستوى الفني للفريق، إلا أن النتائج لم تنصفه أبدا، وجعلته لا يتقدم في جدول الترتيب العام، حيث لا يزال الفتحي يحتل المركز الثاني عشر برصيد (19) نقطة. ويبدو أن الجبال قد نجح خلال فترة التوقف من تخفيف الضغوط، التي كان يعاني منها لاعبو الفريق، وهو ما انعكس ايجابيا على أدائه في لقاء القادسية الاخير، الذي وضح من خلاله تحرر اللاعبين على أرضية الميدان، وتقديمهم لمستوى راقٍ جدا، ساهم في تحقيقهم انتصارا غاية في الأهمية. أما الوطني خالد القروني، الذي أتى أيضا كبديل عن المصري عادل عبدالرحمن عقب ثماني جولات منذ البداية، فقد بدأ في السيطرة على زمام الأمور، وبات يقدم مستويات فنية مميزة في الجولات الاخيرة، كما حدث خلال لقاء الجولة الاخيرة أمام الاهلي، الذي انتهى بالتعادل الايجابي في جدة. جاء القروني لاستلام المهام الفنية في فريق الباطن، وسط عدة صعوبات، تمثلت أبرزها في عدم اكتمال العنصر الأجنبي، الذي أجاد الوطني الخبير في اختياره، لينعكس ذلك على مستوى الفريق بشكل عام. ويمكن أن يقود التقارب النقطي المدربين لعدم المجازفة، خاصة فيما يتعلق بالقروني، الذي يخوض اللقاء خارج أرضه وبعيدا عن جماهيره، ويرغب في عدم التعرض لخسارة قد تقوده لخسارة مركزه الحادي عشر، الذي يحتله برصيد (22) نقطة. فلمَنْ تكون الغلبة في صراع هذا المساء، لحنكة التونسي فتحي الجبال، ام لإجادة القروني في التعامل مع هذه المواقف الصعبة؟.