في العام 2013م قامت روسيا بتوجيه أمر لسفنها الحربية بمغادرة ميناء طرطوس بعد أن بدا واضحا أن الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما قد أعطى أوامر، واضح أنها تحضير لضربة عسكرية ضد النظام السوري. ولكن تم إلغاء العملية الحربية في آخر لحظة. وعند ذلك اتضح للجميع أسلوب سياسة أمريكا. ولاحقا وبعد يوم واحد من انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية كتبت المحللة الإستراتيجية في معهد «كابو» السيدة «إيما أشفورد» مقالا تحليليا يتحدث عن إن كانت أمريكا في عهد الرئيس دونالد ترامب ستأخذ وضع الانعزالية أو التمددية. ولكن من الواضح الآن أن السياسة الأمريكية لن تكون انعزالية. فالبرغم من عدم اكتمال تعيين الطاقم السياسي والإداري لرئاسة دونالد ترامب، إلا أنه وبعد فترة قصيرة من تحذير سوريا، إلا ورأى العالم المدمرة الأمريكية «بورتر» والمدمرة «روس» تقومان بإطلاق صواريخ من نوع توماهوك على الأراضي السورية في بادرة حدثت بعد انتشار تأكيد خبر استعمال النظام السوري سلاحا كيميائيا ضد شعبه. وواضح لكل عسكري أن الضربة كانت محدودة. ولهذا يسأل الجميع هل هي رسالة تحذير أم عدة رسائل؟ فالصواريخ الأمريكية أطلقتها البحرية الأمريكية في وقت كان الرئيس الصيني موجودا في واشنطن وبعد عدة أيام من إطلاق كوريا الشمالية صاروخا من الممكن أن يحمل رؤوسا نووية، إضافة لذلك فوزير خارجية أمريكا مجدول لزيارة موسكو. وهذا يعني ان هناك رسالة للعالم بأن هذا هو الحزب الجمهوري الذي لا يتبع سياسة العزلة. والسؤال الأكثر إلحاحا الآن هو ثم ماذا بعد الضربة؟ فهل هناك خطة للاستمرار في توجيه الضربات لإجبار بشار الأسد على التنحي أم أن هناك حلولا يتم نسجها خلف الكواليس لتلافي أي تصعيد بين روسياوأمريكا خاصة أن بعض المحللين العسكريين يعلمون أن الطائرات السورية لا تقلع دون مساندة الروس فيما يخص التجهيز والصيانة للطائرات. وكذلك يرى الكثير أن الضربة الأمريكية كان مخططا لها حتى قبل الهجوم السوري على «خان شيخون». وقد يكون هذا الهجوم عجل في الأمر. وفي هذه الحالة ورغم نفي الحكومة السورية استخدام أي مواد كيميائية، إلا أن الضربة الأمريكية من الواضح أنها لم تغير اللعبة في سوريا فقط، بل إنها غيرت قواعد اللعبة على مستوى أوسع وأكبر فيما يخص التوجه للسياسة الأمريكية في السنوات الأربع القادمة.