قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إنه «يجب أن يحدث شيء مع بشار الأسد بعد هجوم بغاز سام في سوريا، بينما تجري مناقشات بين البنتاغون والبيت الأبيض بشأن الخيارات العسكرية». وقال ترامب لصحفيين يرافقونه على متن طائرة الرئاسة «أعتقد أن ما فعله الأسد شيء مروع».وتابع: «ما حدث في سوريا عار على جبين الإنسانية وهو موجود هناك وأعتقد أنه يدير الأمور ولذا يجب أن يحدث شيء». وأعلن البيت الأبيض أن ترامب تحدث مع عدة زعماء بشأن إقامة مناطق آمنة في سوريا. وأكد ترامب أنه لم يتحدث بعد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الموقف في سوريا، ولكنه قد يفعل. من جانبه قال وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون في كلمة، الخميس، أنه «لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا، ولكن مغادرته تتطلب إجماعا دوليا». وأضاف: أجرينا اتصالات مع دول عدة بشأن ما جرى في سوريا، والمعلومات المتوافرة لدينا تشير إلى أن النظام مسؤول عن هذا الهجوم. ودعا تيلرسون، روسيا إلى ان «تعيد التفكير في دعمها المستمر للأسد»، مؤكدا أن «واشنطن تدرس ردا مناسبا على هذا الهجوم الكيمياوي الذي انتهك الأعراف». صبي سوري ملقى على الأرض بعد قصف نظام الأسد خان شيخون بالكيميائي (رويترز) خبراء يستبعدون الى ذلك يستبعد خبراء أن يكون الهجوم الذي يشتبه انه كيميائي في مدينة خان شيخون بسوريا الثلاثاء نتيجة انفجار مستودع لمواد او اسلحة كيميائية اثر تعرضه لغارة. فيما أكدت الأممالمتحدة امس أن هجوم النظام الكيميائي على خان شيخون ادى الى مقتل 27 طفلا، واصابة 546 شخصا بجروح بينهم «العديد من الاطفال» وفقا لبيان لليونيسيف.من جانبها أعلنت وزارة الصحة التركية الخميس أن العناصر التي جمعت خلال التحاليل الاولية على ضحايا هجوم الأسد تشير الى تعرضهم لغاز السارين الذي يضرب الأعصاب بقوة. وأكدت الوزارة في بيانها إرسال عينات الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية لتحليلها في لاهاي. طفل يتلقى العلاج في مستشفى ميداني بعد هجوم الأسد الكيميائي (إ.ب.أ) فرضية بلا أساس وحاولت روسيا الدفاع عن نظام بشار الأسد عندما اعلنت الاربعاء ان طيران النظام قصف قبل يوم «مستودعا» للفصائل المقاتلة فيه «مواد سامة» انتشرت في الجو عند انفجار المستودع. يقول اوليفييه لوبيك الباحث الفرنسي في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية المتخصصة في الاسلحة النووية والاشعاعية والبيولوجية والكيميائية لوكالة فرانس برس: ان مثل هذه الفرضية «لا اساس لها بتاتا، وكانت لتثير الضحك لو لم يكن الوضع مأسويا الى هذا الحد». واضاف لوبيك ان هذه الفرضية «لا تستند الى اي اساس تقني». واشار الى ان الانتشار الكثيف في الجو لغاز قاتل كما يلاحظ في خان شيخون هو نوع من «الرذاذ» كما يسميه الخبراء ويكون نتيجة سلاح كيميائي لاستخدام عسكري لا يمكن ان يحصل في حالة انفجار عرضي. وتابع لوبيك «نقوم بدراسة دقيقة لمناطق الاصابة وكيفية اصابة السكان، ان الامر يتعلق بوضوح بذخائر صممت لتسديد عامل كيميائي أي باحداث انفجار قوي وانتشار كثيف للرذاذ وبالتالي فاعلية قصوى لانتشار المادة الكيميائية». سلاح كيميائي عسكري وقال لوبيك: «لو اصيب مستودع بشكل عرضي فستتشكل غمامة سامة. لكن ما لوحظ على الارض هو انتشار كثيف للرذاذ ما يعني بوضوح انه تم استخدام سلاح كيميائي عسكري ولم يكن الامر تسربا من مستودع. هذا امر واضح وجلي لاي شخص يعاين ما حصل بموضوعية». يتخذ الكولونيل المتقاعد هاميش دي بريتون- غوردون والقائد السابق للوحدة البريطانية لمكافحة الاسلحة النووية والاشعاعية والجرثومية والكيميائية موقفا مماثلا بعد اتصاله بأطباء سوريين في مكان الهجوم. واعتبر ان التفسير الصادر عن موسكو «لا اساس له». وقال في مقابلة مع «بي بي سي»: ان «الروس يحاولون حماية حليفهم»، مضيفا «من الواضح تماما اننا امام استخدام لغاز السارين السام. اذا قمتم بقصف مستودع لغاز السارين فأنتم ستدمرونه». واعتبر ان «فرضية تدمير مستودع لغاز السارين تابع لتنظيم القاعدة او لفصائل مقاتلة بانفجار خاطئة تماما وغير مقنعة». سوري يحمل جثة طفل مات بعد استنشاقه الغازات السامة (رويترز) واضاف الكولونيل السابق الذي يتولى حاليا ادارة منظمة «دوكترز اندر فاير» غير الحكومية «أستغرب ايضا اذا كان الامر يتعلق بهجوم على مستودع للذخائر ان تكون غالبية الضحايا من النساء والاطفال وليس من المقاتلين الذين يحرسون المكان». الا ان جوليان لوغرو الباحث في المركز الوطني للابحاث العلمية في معهد الكيمياء العضوية في جامعة روان أكد ان الفرضية الروسية ليست «مستحيلة». لكنها تحتم برأيه ان يتم تخزين مكونات الغاز السام سواء كان السارين او غيره في البرميل نفسه. وعندها يمكن ان يولد الانفجار الناجم عن ضربة عسكرية تفاعلا كيميائيا تحت تأثير الحرارة اذ يتحول السائل الى غاز. لكن اذا كان الانفجار أحدث حرارة فائقة فان ذلك سيؤدي الى تحلل حراري وبالتالي تدمير قسم كبير من العامل الكيميائي. لكنه اضاف «حتى لو تبخر 10% فقط فان هذه النسبة قاتلة الى حد كبير». وتابع لوغرو «اذا كانت 10 ملغ تكفي لقتل انسان فاذا كان لدينا 10% من اصل طن فذلك كاف الى حد كبير لقتل بضع مئات من الناس».