أثبتت عملية تشريح جثث ثلاثة سوريين من ضحايا الهجوم الكيميائي على خان شيخون، أجريت في ولاية أضنة التركية أمس؛ استخدام نظام الأسد لغازات أعصاب سامة. واستمرت العملية، التي جرت فجر الخميس، ثلاث ساعات، على جثث السوريين الثلاثة، ومن بينهم امرأة، بمشاركة اطباء شرعيين اتراك وممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية. وتم نقل 32 من الضحايا إلى تركيا وتوفي ثلاثة أثناء تلقيهم العلاج. وتحدثت منظمة الصحة العالمية الاربعاء، في جنيف عن «مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة». بدورها، اكدت اطباء بلا حدود، ان اعراض بعض ضحايا تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين على غرار حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ. وأشارت الى ان فريقها «لاحظ ان رائحة كلور قوية تتصاعد منهم ما يوحي انهم تعرضوا لهذا العنصر السام».. وسترسل عينات من أجساد الضحايا إلى العاصمة الهولندية لاهاي لإجراء مزيد من الفحوص. تجدد الاهتمام الأمريكي قال يان إيجلاند منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية الخميس: «إن تجدد الاهتمام الأمريكي بالحرب الدائرة في سوريا أمر محل ترحيب إذا ما قاد إلى جهد أمريكي روسي جديد من أجل التوصل إلى حل سياسي». وقال إيجلاند للصحفيين بعد أن رأس اجتماعا أسبوعيا بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا: «إن الأممالمتحدة طلبت من أمريكاوروسيا ونظام إيران وتركيا التوصل إلى هدنة إنسانية في سوريا لمدة 72 ساعة وحرية دخول المساعدات للمناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك نحو 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية قرب دمشق». من ناحيتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الاممالمتحدة نيكي هالي: ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب يعتبر روسيا مشكلة لمحاولتها التغطية على جرائم الأسد، حسب تصريحات نقلتها عنه الاربعاء. وقالت السفيرة في مؤتمر «نساء في قمة العالم» في نيويورك: «فعلوا اشياء في القرم واوكرانيا، والآن يحاولون التغطية على بشار الاسد». وتابعت: «اجريت مناقشات مع الرئيس ترامب قال لي فيها انه يعتبر روسيا مشكلة». كما حملت الساعات الأخيرة الماضية موقفا جديدا آخرا للإدارة الأمريكية، بعد تصريحات نائب الرئيس مايك بنس والتي قال فيها: «إن كل الخيارات مطروحة بعد الهجوم الكيميائي في خان شيخون»، بينما دعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الروس لإعادة التفكير في دعمهم للأسد. وقال تيلرسون: «لا يساورنا اي شك في ان الاسد هو المسؤول عن هذا الهجوم المروع». ويزور تيلرسون موسكو يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في أول زيارة له إلى روسيا منذ توليه الوزارة. الأسد مجرم حرب أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت صباح الخميس انه «سيأتي يوم يحكم فيه القضاء الدولي على بشار الأسد الذي يرتكب مجزرة بحق شعبه». وقال آيرولت ردا على أسئلة شبكة «سي نيوز» الإخبارية، في إشارة إلى هجوم خان شيخون «جرت تحقيقات، وتم تشكيل لجان في الأممالمتحدة، ستكون هناك محاكمة باعتبار بشار الأسد مجرم حرب». واضاف: «يجب ألا تبقى هذه الجريمة بدون عقاب.. في مطلق الأحوال». وعلق على الجهود الجارية في الأممالمتحدة من أجل التصويت على قرار في مجلس الأمن يدين هذا الهجوم الذي أوقع 86 قتيلا على الأقل بينهم 30 طفلا، فقال «تريد فرنسا التوصل إلى قرار بعد ما حصل». لكنه أضاف: «هذا صعب، لأننا حتى الآن كلما قدمنا قرارا، كان هناك الفيتو الروسي، المدعوم أحيانا بالفيتو الصيني، لكن يجب أن نتعاون، لأنه من الواجب وقف هذه المجزرة». وقال: «يجب التوصل إلى إدانة الأسلحة الكيميائية، والتحقيق لمعرفة ما الذي حصل فعليا، معرفة أي أسلحة استخدمت، وأي مواد، والتصرف بحيث يتوقف ذلك». العالم الإسلامي يدين أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، الهجوم الوحشي بالأسلحة الكيميائية على بلدة خان شيخون، والذي أودى بحياة العشرات من الأبرياء، أغلبهم من الأطفال والنساء. وقال البيان: «إن هذا الهجوم البشع والمروع الذي قامت به عصابة الإجرام باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا، يعد جريمة بحق الإنسانية». وطالبت الأمانة مجلس الأمن الدولي بالقيام بدوره تجاه حماية المدنيين السوريين العزل، واتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يقف خلف هذه الكارثة الإنسانية. وأثار الهجوم الثلاثاء في مدينة خان شيخون (شمال غرب) تنديدا دوليا. واتهمت دول غربية، ابرزها باريس ولندن وواشنطن، النظام بقصف المدينة بالغازات السامة فيما اكدت روسيا ان طيران الحربي للأسد قصف مستودعا لفصائل المعارضة يحتوي على «مواد سامة». وواصلت حصيلة القتلى في خان شيخون الارتفاع لتبلغ مساء الاربعاء 86 شخصا، بينهم 30 طفلا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وخيمت حالة من الحزن على السكان الذين لم يستفيقوا من هول الصدمة، فيما فتحت بعض المنازل ابوابها لاستقبال المعزين او المطمئنين على المصابين. روسيا تواصل دعمها زعم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس، أن الأمريكيين لا يملكون معلومات موضوعية حول الجريمة الفظيعة. وقال بيسكوف متحدثا للصحافة مباشرة بعد المأساة :«لم يكن بوسع أي كان الوصول إلى هذه المنطقة من محافظة إدلب الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة»، مضيفا: «بالتالي، إن أي معلومات يمكن أن تكون بحوزة الطرف الأمريكي لا يمكن أن تكون مبنية على مواد أو شهادات موضوعية». وفي وقت زعم فيه وزير خارجية النظام الخميس، انهم لم ولن يستخدموا السلاح الكيميائي ضد المدنيين والاطفال، ولا حتى ضد الارهابيين، تضاعف دول غربية في مجلس الأمن جهودها الهادفة الى التصويت على مشروع قرار ترفضه موسكو ويطالب بالتحقيق في الهجوم. وبعد ما هددت واشنطن بالتحرك بشكل احادي في حال فشل الاممالمتحدة في اصدار قرار يدين النظام، قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس: «إنه يجب استصدار قرار قبل أي تحرك منفرد في سوريا». وقال جونسون للصحفيين من سراييفو: «لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لأي شخص في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتقاعس عن الانضمام إلى اقتراح لإدانة أفعال النظام المسؤول بصورة شبه مؤكدة عن تلك الجريمة».