خطت المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان خطوة واسعة لجهة حماية أمن البحر الأحمر، والتصدي لأية أعمال قد تشكل تهديدا للأمن، حيث دخلت مناورات الدرع الأزرق الأولى بين الرياض والخرطوم أسبوعها الأول، في وقت وصفها عدد من العسكريين والمحللين السياسيين بأنها مناورات تؤسس لعمل مشترك بين البلدين، يصب في حماية الامن على امتداد الساحل، كما أن المناورات تبعث برسائل تحذير الى رعاة الارهاب في المنطقة. وقد انخرط أكثر من 600 طيار في مناورات التمرين الجوي السعودي السوداني المشترك (الدرع الأزرق 1) بقاعدة الشهيد الفريق طيار عوض خلف الله الجوية في مدينة مروى شمالا، التي يمثل مطارها العسكري أكبر حاضنة للطائرات العسكرية المقاتلة. وتشكل هذه المناورات التي تستمر حتى 12 أبريل الجاري، بحسب الفريق محيي الدين احمد رئيس اركان القوات الجوية الاسبق، عملا نوعيا يؤسس لمرحلة قادمة، من حيث التنسيق المشترك لحماية امن البلدين الشقيقين، مؤكدا انه من خلال التمرين تتحقق عدة أهداف ابرزها احداث الانسجام المشترك بين طياري البلدين، وتدريبهم على اصابة الاهداف بدقة. واعتبر في حديثه ل«اليوم» ان هذه التجربة الأولى، في المناورات الجوية، وهي تمهد السبل لعمل مشترك، خاصة ان القوات الجوية السودانية تشارك حاليا ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لإعادة الشرعية في اليمن. ويمثل تمرين الدرع الأزرق 1 أحد المصدات الجوية للبلدين، حيث يرى الفريق ركن طيار أحمد علي الفكي رئيس أركان القوى الجوية السودانية أن الدرع الازرق 1 يعتبر درعا واقية، وهي تجربة مميزة في العمل المشترك بين الرياض والخرطوم، تعزز تعاونهما العسكري في اليمن، وتبعث بعدة رسائل لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلدين. الطائرات السعودية في تمرين «الدرع الأزرق « (واس ) ويشارك في التمرين عدد من طائرات القوات الجوية الملكية السعودية من طراز (ف 15 سي) وطراز (تايفون) وعدد من طائرات القوى الجوية السودانية من طراز (ميج 29) ومقاتلات (سوخوي 24) و(سوخوي 25) وطائرات (مي المروحية) و(رادار توجيه مقاتلات اعتراضية. الى ذلك أكد نائب قائد القوات الجوية السودانية اللواء الركن، صلاح الدين سعيد، أن هذه المناورات العسكرية تهدف إلى تخطيط وتنظيم وتنفيذ الأعمال القتالية للمقاتلات الجوية بفعالياتها المختلفة فى المستوى التعبوى لصقل تجربة القوة الجوية السودانية، والاستفادة من الامكانيات العسكرية السعودية، وتبادل الخبرات ورفع الكفاءة والجاهزية القتالية. فيما يرى المحلل السياسي محمد الفاتح أحمد أن هذا التمرين العسكري لا يخلو من رسائل سياسية مهمة، توجه لبعض الدول التي ترعى الارهاب وتدعمه، وتنفق الاموال لإحداث القلاقل في الدول العربية والاسلامية. وقال ل«اليوم»: إن الدرع الازرق يبرهن على متانة العلاقات السودانية السعودية، وهو يمثل اضافة حقيقية للتعاون العسكري القائم حاليا في اليمن، كما يعتبر تعزيزا للقدرة على إدارة أعمال جوية مشتركة باستخدام أنواع متعددة من الطائرات ذات الطراز الحديث فى مهام عديدة، مشيرا الى ان القوات المشاركة حاليا في الدرع الازرق 1، ستكون على أهبة الاستعداد بنهاية التمارين وفي كامل جاهزيتها للقيام بأي مهمة لحماية امن البلدين.