حين تجمعنا الصدفة في لحظاتها السعيدة دون أن ترسم لنا موعداً ضمن مخططاتنا اليومية.. ودون أن نحدد الزمان والمكان.. فلا ساعة تسابقنا ولا موعداً يسرق نصف سعادتنا.. حين يأتيك من يخلق لك صدفةً.. كي يرسم البسمة على شفتيك التي فارقت مبسمك منذ زمن بعيد وقاربت على الرحيل.. تنطق كل المشاعر.. ولا يبقى سوى الحنين الذي أرهقهُ الغياب.. والقلوب التي أبكاها الفراق.. حينها تنحني كل المشاعر تكريماً لتلك العاطفة التي «أشقاها الزمان وجمعها اللقاء». أتعلم! يا حبيبي ان «الانتظار قاتل للروح، حين يتأخر ظهور الشمس».. فعجباً! عجباً يا روحي، حين ألقاك.. حين تلتقي عينايَ بعينيكَ.. وتمتلئ أصابع كفي بكفكَ الدافئة.. وتتحدث القلوب والأعين دون صوت، ولا يكون أمامنا سوى ذاك الصمت الذي يعبر عن كل ما تعجز أفواهنا أن تنطق به.. حينها لا يبقى سوى صمتنا.. نعم صمتنا الذي يسبق لغة الحوار التي نتبادلها حين نلتقي، حين تشتعل نيران الشوق لتطفئ ما اشعلهُ الفراقَ بقلوبنا.. للقاك يا حبيبي شعور لم يترك للنوم في عيني مكاناً، فشروق الشمس بالنسبة لي حياة بعد موت. ها أنا أقف بجانبك.. وأنحني أمام مشاعرك تقديساً لذاك الحب الذي لا ينتهي سوى بفقدان الحياة عن هذا الكون.. فوجودك أمامي ليس بمعجزة على رب هذا الكون العظيم.. فأنت لم تخلق إلا لامرأة واحدة هي أنا.. تعشقك.. فهي حبيبتك.. وهي نور عينيك.. وهي نبض قلبك.. وسعادتك التي تراها بعينك.. وهي حياتك.. فلا خوف بجوارك يعتريني.. ولا دموع بقربك تبكيني.. ولا أحلام تراودني.. ولا شقاء يسكن قلبي.. فشروق شمسك أمامي حياةٌ بعد موت. أتعلم يا حبيبي أن ألوان الحياة تتغير بوجودك.. وتجدد كل التعابير والمعاني.. فملامحي تأخذ من نورك نوراً.. وعواطفي تنشر السعادة في كل زاوية من الزوايا التي أسكنها مع من أحب.. مع من يستحق أن يراني بقربك ابتسم.. مع من يرى وجودك بحياتي حياة أخرى، يا من هواه قلبي.. يا من امتلأت روحي بعشقه.. أنت دنيا.. وأنت بسمة تملأ هذا الكون.. وقلبٌ يملكني وحدي دون سواي.. فأنت بالنسبة لي حياةٌ بعد موت. «حياةٌ بعد موت» هو عنوان يلمس مشاعرنا حين جمعتنا الصدفة.. حين التقينا ولم تفارقنا البسمة.. حين ارتوت أفئدتنا عطشاً من بعد فراق.. «حين بكت القلوب أغداً ألقاكَ.. أم تنزف الجراح جراحاً.. فالليل أوشك على الرحيل.. حتى يعانق القلب يمناك.. فلا تكن كالأعمى منحرفاً.. وتترك في الدجى من يتمناك أبكم».