في زحمة الحياة، والعمر ينقضي، والأيام تمضي.. أفكّرُ فيكِ، فأستعيد حيويتي وشبابي.. فالحبُّ يا فاتنتي يأتي مرة في العمر، ويبقي للأبد. في وحشة الليالي.. وغياب القمر.. أفكّرُ فيكِ، فتشرق صفحات عمري.. وتتراقص جمل حبّي لكِ.. وتنساب الحروف من بين أناملي لترسم صور عشقي لكِ في كلمات غير كل الكلمات والأشعار. أتجوّلُ بذاكرتي تحت الشبابيك.. وخلف الرواشين.. وبين أزقة حواري طفولتنا.. وزوايا دروب صبانا.. وميادين أحياء شبابنا.. فانتشي أنكِ افترشتِ شغاف قلبي.. وتوسدتِ بؤبؤ عيني. حين تنتابني الهواجس، وتتزاحم في مخيلتي الوساوس.. يرتجف قلبي رعبًا من احتمال فراقكِ.. وتذوب قناديل أيامي.. وتغرق وجناتي بدموع اللوعة.. والحرمان.. فلا يطفئها سوى يقيني أنكِ دائمًا في عمق روحي. أفكّرُ في حنانكِ الجارف.. وعشقكِ الآسر.. فأصبح أكبر من كل شيء.. وفوق كل هاجس.. فأبحر في عينيكِ بغير هدي.. أنتِ قوتي في ضعفي.. وكلماتي في صمتي.. وأجنحتي في يأسي تحلق بي بعيدًا إلى عوالم حالمة وسعادة خالدة. أفكر فيكِ فتتقافز إلى ذاكرتي قصة حبي العظيم لكِ.. وهيامي اللا متناهي.. فأتذكر كيف أسرتني برمشك الناعس.. وعينيكِ الدُعج.. وكيف ألقيتُ مرساتي.. وأوقفتُ إبحاري.. وأنزلتُ كل أشرعتي.. لتكوني محطتي الأخيرة.. وميناء عشقي الأبدي. لم تدهشني أيّ من النساء كما أدهشتنِي.. ولم يسلبنني عقلي كما فعلتِ.. كم نبشتُ في الأعماق.. وفتّشتُ في كل الزوايا والأماكن.. فلم أجد لكِ شبيهًا.. ولم تغرني بالرسو غادة سواكِ. أفكّرُ فيكِ فتزهر أوراقي.. وتعود البسمة إلى شفاهي.. ولا تغيب الشمس من أيامي.. لا أعرف معكِ الاندثار، ولا يمر بي الانكسار.. أنتِ لي العالم والفضاءات والشموع والأقمار والنجوم وكل الأفلاك والأكوان. سيدة قلبي في حمّى الركض.. وتسارع الخطى.. وتداخل الاتجاهات أفكّرُ فيكِ فترتاح نفسي.. لأنكِ أغلى وأثمن كنوزي.. وخبز حياتي.. وحرية روحي.