دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش امس الى جعل حماية المدنيين «أولوية مطلقة»، وذلك خلال زيارته العراق حيث لا يزال مئات آلاف الاشخاص عالقين وسط المعارك في مدينة الموصل 400كم شمالي بغداد. وخاضت القوات الخاصة وقوات الشرطة العراقية اشتباكات مع مقاتلي داعش واقتربت أكثر من جامع النوري بغرب الموصل لتحكم بذلك قبضتها حول هذا الموقع المهم بينما شهدت بغداد هجوما انتحاريا بشاحنة ملغومة أودى بحياة 17 شخصا على الأقل. ويتركز القتال على المدينة القديمة المحيطة بالمسجد، الذي أعلن منه أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم دولة خلافة في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش بالعراق وسوريا قبل قرابة ثلاثة أعوام. ولا يزال مئات الاف المدنيين عالقين في الموصل، التي استولى عليها تنظيم داعش في منتصف عام 2014، وافاد مسؤولون وشهود بأن غارات جوية تسببت في وقوع عدد كبير من القتلى داخل المدينة خلال هذا الشهر. وقال غوتيريش في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر: «وصلت للتو الى العراق للاطلاع على الاوضاع الانسانية بشكل ميداني»، مشددا على ان «حماية المدنيين يجب ان تكون الاولوية المطلقة». والتقى بعد وصوله بوزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وسيلتقي لاحقا برئيس الوزراء حيدر العبادي قبل ان ينتقل بعدها الى اربيل كبرى مدن اقليم كردستان. وقال الجبوري خلال اللقاء: «زيارتكم تأتي في ظرف مهم وحساس وتاريخي، حيث تواجه البشرية أشرس محنة واخطر حرب في مواجهة الجماعات المتطرفة الدموية الإرهابية التي تسعى إلى إنهاء مظاهر الحياة». واضاف «نتمنى على الأممالمتحدة ممثلة بالامين العام للامم المتحدة السعي لمضاعفة دعم الجهد الإنساني لاستيعاب تفاقم المشاكل، التي بدأت تظهر مؤخرا بسبب ضعف المقدرات». وتقدر السلطات العراقية ان اكثر من 200 ألف مدني فروا من الجانب الغربي لمدينة الموصل، منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادتها الشهر الماضي. من جانبه، قال وزير الخارجية ابراهيم الجعفري خلال لقائه بالامين العام: إن «العراق بحاجة لخطة شبيهة بمشروع مارشال، الذي ساهم ببناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لتقديم المساعدات للعراقيين ودعم التنمية وتجاوز آثار الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية». واضاف ان «المدن العراقية بحاجة لإعادة إعمار البنى التحتية وتوفير المستلزمات الضرورية لعودة النازحين لمناطق سكنهم وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جميع دول العالم، التي دافع العراق بالانابة عنها ضد إرهابيي داعش». وفي السياق، صرح ضابط عراقي كبير امس بأن قيادة العمليات المشتركة تسلمت أوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة والمدافع الذكية في عمليات تحرير المحاور المتبقية بالساحل الأيمن من مدينة الموصل. من جهة أخرى، أفادت قيادة الشرطة العراقية في نينوى الخميس بمقتل خمس نساء وطفلين في قصف لتنظيم داعش بصواريخ كاتيوشا استهدف سوقا شرقي مدينة الموصل. وقال العقيد خالد الجواري من قيادة شرطة نينوى لوكالة الأنباء الألمانية: إن «عناصر داعش قصفت بثلاثة صواريخ نوع كاتيوشا سوق الزهور ما تسبب بمقتل خمس نساء وطفلين وإصابة امرأة بجروح في منطقة حي الزهور المحررة في الساحل الايسر شرقي الموصل».