كما نوهت في الحلقة الأولى أنني سأذكر بعض أهم المحلات التي افتتحت وانتشرت في الشارع وهذه المحلات هي: «متجر عالمان» وهو أول محل قام بتسويق أجهزة التلفاز من نوع أدميرال الأمريكي، «متجر شكري» لبيع الساعات وأقلام باركر ومكائن الحلاقة وغتر العطار لصاحبه الأخوين محمد وعبدالكريم الشكري (لا يزال قائما في موقعه)، «متجر الخان» للأحذية الرجالية ماركة باتا لصاحبه إبراهيم عبدالكريم الخان، «مخزن السرور» لصاحبه الشيخ أحمد عبدالرحمن المدني لبيع مختلف أنواع البضائع من ملبوسات وأجهزة كهربائية وأثاث ومراوح ومكائن خياطة، «صيدلية الشفاء» لصاحبها الدكتور إسماعيل فهيمي من أبناء دبي، «صيدلية العلم الأخضر» لصاحبها البحريني المرحوم عيسى عاشور، «متجر كرمستجي» للملابس الرجالية الافرنجية وإكسسواراتها لصاحبه الأخوة محمد يوسف وفرج وعبدالعزيز كرمستجي من أبناء دبي، «متجر خلوري» للملابس الرجالية لصاحبه سيد أحمد خلوري من أبناء قطر، «متجر العاصمة» لبيع الساعات لصاحبه محمد نور المشيري وأخيه إبراهيم من قطر، «متجرالعمودي» لصاحبه أحمد عبدالرحمن العمودي لبيع الأقمشة النسائية (لا يزال قائما في نفس موقعه لكنه تحول اليوم إلى بيع اقمشة الستائر)، «متجر عبدالعزيز الصغير وابراهيم الهويش» لبيع أجهزة الراديو والبطاريات وأدوات الإنارة، «المتجرالعربي الجديد» لصاحبه البحريني يوسف الساعي واخوانه (لا يزال قائما في نفس موقعه وإن تقلصت مساحته وتشكيلة بضائعه من الملابس الرجالية وإكسسواراتها)، «متجر كردي» لصاحبه المرحوم حسن عباس كردي لبيع الملابس الداخلية أمريكية المنشأ، «متجر ابن سينا» لبيع الملابس الرجالية ومثله متجر البحريني محمد محمود الكوهجي، «متجر الكوهجي» لبيع الحقائب والساعات الثمينة لصاحبه المرحوم إسحاق عبدالرحيم الكوهجي (وهو لا يزال قائما في موقعه وإن اقتصرت بضاعته اليوم على ساعات رولكس الثمينة)، «متجر لكي ستور» لبيع أدوات وملابس الاطفال الرضع لصاحبه البحريني محمد إسماعيل، «المتجر الهندي» لبيع التحف لصاحبه سلامات خان، «متجر العلم الأخضر» لبيع الآلات الكاتبة والحقائب والساعات وآلات التصوير وأواني المائدة الفاخرة لصاحبه البحرينيين علي وجاسم ابن الشيخ، «متجر مصطفوي» لبيع الساعات والاقلام والملابس الرجالية لصاحبه سيد حمدي من أبناء دبي، «ستوديو الأمراء» للتصوير لصاحبه جعفر فيصل (لا يزال قائما في موقعه)، «متجر التوفيق» للملابس الرجالية لصاحبه عمر بادغيش، «البيت الأبيض للنظارات» لبيع النظارات الطبية والشمسية لصاحبه أحمد وسالم بادغيش، «متجر بقشان» للأدوات الكهربائية لصاحبه أحمد سعيد بقشان، «متجر شبكشي» لبيع الأقمشة النسائية، «ستوديو عادل» للتصوير لصاحبه عادل فيصل، «محل خياطة أكرم» لصاحبه أكرم الباكستاني، «متجر عبدالرحمن عبدالرحيم حريمي وأولاده» لبيع اقمشة الستائر ومواد التنجيد، «متجر عجب خان وحامد العبيدلي» لبيع قطع غيار السيارات، «متجر المتحف الشرقي» لصاحبه الإيراني عابدين، «صيدلية الوزان» لصاحبه الوجيه البحريني علي الوزان، «متجر المختار»(سيلكت) لبيع الأحذية وملابس الرجال لبنانية المنشأ، «المعرض العربي السعودي» لبيع ازياء الرجال والنساء وكان يديره شخص لبناني مع زوجته، «متجر محمد محمد شريف» لبيع الساعات والاقلام والمحافظ الجلدية، «متجر الرياض» لصاحبه المرحومين محمد وعبدالله زينل لبيع ألعاب وملابس الأطفال، «متجر مبارك عمر بادغيش» لبيع الملابس الرجالية والنسائية واكسسواراتها، «متجر الكوثر» للأواني والتحف المصنوعة من الكريستال لصاحبه سامي زرعة، «متجر جنيف» وكلاء ساعات لونجين لصاحبه عبدالرحمن العمودي، «متجر أحمد علي بادغيش» وكلاء أجهزة غرونديغ الألمانية، «متجر سالم علي بادغيش» وكلاء ساعات أوميغا، «متجر بالبيد» لبيع قطع غيار السيارات، «متجر الحجاز» لبيع الأقمشة النسائية ومثله «متجر الجيل» و«متجر بغلف»، «مؤسسة كانو للسفر والسياحة» لصاحبها يوسف بن أحمد كانو من وجهاء البحرين، «ستاتكو للسفر والسياحة» وكلاء طيران الخليج لصاحبه الشيخ عبدالرحمن القصيبي، «معرض سيارات فولكس واغون وقطع غيارها» لصاحبه عبدالعزيز الماضي، «الشركة العربية السعودية للمنتجات الطبية سامكو» لبيع الأدوية بالجملة، «متجر الصبر» لبيع الملابس وأغطية السفرة الإيرانية المنشأ لصاحبه المرحوم محمود خليل فران، «المتجر الوطني» لبيع الملابس الأمريكية الكاجوال لصاحبه البحريني محمد الشيخ سليمان وهو المحل الوحيد الذي تعرض في الخمسينات لحريق هائل أتى على كل محتوياته. ولا يفوتنا في هذا السياق الإشارة إلى أن أول موقع للبنك الأهلي التجاري في الخمسينات كان في هذا الشارع ضمن الدور الأرضي لعمارة السرور، قبل أن يؤسس آل محفوظ في الستينات مبنى جديدا ضخما لمصرفهم في مواجهة موقعهم الأول. وبعد انتقال البنك إلى موقعه الجديد، تم استخدام موقعه القديم كمكاتب للخطوط الجوية السعودية. ومما سبق استعراضه من أسماء المحلات وأسماء أصحابها نستنتج أولا أن الشارع كان يوفر مختلف أنواع البضائع وأجودها، وما لم يرد في القائمة السابقة مثل الكتب والصحف، والدراجات الهوائية، ولوازم الحفلات، والأدوات الرياضية، والسكاكر والمكسرات، والمأكولات، وأنواع الخبز، والمجوهرات النفيسة، والزهور، والسجاد، فكان متوفرا في الشوارع المتفرعة من شارع الملك خالد أو الشوارع الموازية لها من الجانبين. ونستنتج ثانيا أن أصحاب المحلات كانوا خليطا متآلفا من المواطنين ومن أبناء حضرموتوالبحرينوقطر والإمارات وبعض أبناء الساحل العربي من بلاد فارس، إضافة إلى بعض الباكستانيين الذين تخصصوا في الخياطة والحلاقة كعادتهم. وقد انعكس ذلك على الحياة الاجتماعية في الخبر التي اتسمت بالتسامح والسلام والأمان والابتعاد عن الغلو. حتى عام 1968 كانت حركة مرور المركبات في الشارع تسير في الاتجاهين، لكن بعد هذا التاريخ تم تطبيق نظام جديد فصارت حركة المرور في اتجاه واحد فقط من الجنوب إلى الشمال. ومع تغيير نظام السير، تم تغيير شكل المواقف، حيث سمحت إدارة المرور للمتسوقين والمقيمين في مباني الشارع اتخاذ جانب واحد من الشارع كمواقف لسياراتهم في شكل مائل، لكن سرعان ما تم استبدال هذا النظام بآخر يسمح بايقاف السيارات على جانبي الشارع شريطة أن تكون في استقامة واحدة. أما حركة التشجير فمرت بمراحل عديدة. فمن شجيرات جميلة على الأرصفة كانت محاطة بسياج خشبي حفاظا لها من تعدي البهائم والدواب التي كانت تجول في الشوارع أحيانا قادمة من الخبر الجنوبية، إلى أشجار كثيفة من النوع الذي يحجب الرؤية ويفسد أرصفة المحلات والسيارات المصطفة أمامها بأوراقها وثمارها وأعشابها، وصولا إلى قرار بوقف تشجير الشارع نهائيا. وهنا، من المناسب أيضا الحديث عن أرصفة الشارع المخصصة للمشاة وما شهدته من تحولات. ففي البدء كانت الأرصفة إسمنتية، وفي مرحلة تالية تم تبليطها بالبلاط العادي، وأخيرا تُرك أمر شكلها للمحلات التجارية فقام صاحب كل محل بتبليط الرصيف المواجه لمتجره على هواه، في ظل عدم وجود تنظيم محدد مفروض من بلدية الخبر. لكن بصفة عامة كان هناك حرص شديد من التجار أنفسهم على تبليط الأرصفة المواجهة لمتاجرهم بالرخام في الثمانينات حينما انصرف الكثيرون منهم إلى تجديد ديكورات محلاتهم، بما في ذلك تثبيت أعمدة النور القصيرة الجميلة أمامها، وأيضا تثبيت بعض المقاعد المصنوعة من السيراميك او الحديد المطاوع لأغراض إراحة المتسوقين. في مناسبات كثيرة لعل أهمها مناسبة زيارة المغفور له الملك سعود - طيب الله ثراه - للمنطقة الشرقية في الستينات من بعد رحلة علاجية طويلة لجلالته في الخارج، ومناسبة أول زيارة للملك فيصل بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - للمنطقة الشرقية في منتصف الستينيات بعد مبايعة جلالته ملكا للبلاد استخدم الشارع كمكان لإقامة الاحتفالات. حيث شهد الشارع في المناسبتين المذكورتين ومثيلاتهما تكالب الجاليات العربية والاسلامية المقيمة والعاملة في الخبر (كالجاليات اللبنانية والسورية والفلسطينية والبحرينية والفارسية والباكستانية والهندية) على تنصيب أقواس الاحتفال والترحيب في عرض الشارع، بل كانت كل جالية تحرص على منافسة الأخرى في التفنن في تصميم أقواسها وتزيينها وإقامة عروض الموسيقى والرقص حولها ليلا، الأمر الذي حول الشارع في تلك السنوات إلى مسرح للفرح والبهجة يقصده الناس من مختلف المدن والمناطق المجاورة. وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن شرطة الخبر كانت تستخدم الشارع في الخمسينات وأوائل الستينات في استعراضات أسبوعية. إلى ذلك كان الشارع محورا للمسيرة السنوية لطلبة مدارس الخبر بمناسبة يوم النظافة بالتعاون مع بلدية المدينة وأجهزتها من سيارات ويافطات وملصقات، وذلك بهدف بث الوعي الصحي والوقاية من الأمراض الشائعة آنذاك مثل الملاريا والتراخوما والتيفوئيد. في تاريخ الحركة التجارية لهذا الشارع الأثير حقبتان لا يمكن نسيانهما. الأولى كانت في السبعينات مع قدوم فترة الطفرة النفطية وما أطلقته من ورش عمل ضخمة للتنمية وتنفيذ مشاريع البنى التحتية الحديثة. ففيها اتخذت مئات الشركات الأجنبية الفرنسية والألمانية والسويدية والإيطالية والهولندية والبلجيكية والكندية والأمريكية والبريطانية من الخبر أو المدن القريبة منها كالدمام والظهران والجبيل مكانا لمقارها وسكن الآلاف من موظفيها وعائلاتهم، الأمر الذي كان له مردود إيجابي غير مسبوق على حركة التسوق اليومية في الشارع. ولئن تجسد ذلك في الاكتظاظ الدائم للشارع بالمتسوقين، فإن الأثر الآخر تمثل في حمى التوسع التجاري من أجل تلبية كافة الرغبات والاحتياجات، كما تمثل في سعي مواطنين كثر إلى دخول عالم التجارة من خلال الاستحواذ على موقع في شارع الملك خالد، وإن اضطروا لدفع مبالغ خيالية في سبيل ذلك. وهكذا فمن بعد أن كان يوم الخميس وحده هو اليوم الذي يشهد فيه الشارع حركة وازدحاما مشهودين وينتظره أصحاب المحلات التجارية بفارغ الصبر، على اعتبار أنه يوم إجازة موظفي شركة أرامكو وعائلاتهم، وبالتالي هو يوم مخصص لقدومهم إلى الخبر من أجل التسوق في هذا الشارع تحديدا، صار كل الأيام متشابهة لجهة ارتفاع وتيرة البيع وازدحام الشارع بالمتسوقين الأجانب نساء ورجالا، من أولئك الذين كانت تقذف بهم الحافلات الضخمة مرتين في اليوم (مرة في التاسعة صباحا ومرة أخرى في الرابعة عصرا) في موقف مخصص على حافة شارع الظهران وقريب من مدخل شارع الملك خالد من ناحية الجنوب. لقد استفاد الجميع وأثرى من هذه الحقبة وما رافقها، بما فيهم شخص كان يقوم بإمامة أصحاب المحلات التجارية وموظفيها في صلاتي المغرب والعشاء، لكنه انتهز الظرف ففتح كشكا لبيع المرطبات أمام موقف الحافلات المذكور، وسرعان ما أضاف إليه العصائر والقهوة والفطائر والسندويشات التي لقيت إقبالا من المتسوقات أثناء فترة انتظارهن الحافلات. أما الحقبة المتميزة الثانية من تاريخ شارع الملك خالد لجهة الازدحام وحركة التسوق وازدهار مداخيل التجار فقد كانت في التسعينات، حينما حل في الخبر وأطرافها مئات الآلاف من جنود قوات التحالف استعدادا لتحرير الكويت في عملتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء. ■■ أكاديمي بحريني متخصص في العلاقات الدولية ومهتم بالتأريخ الاجتماعي أسرة أمريكية تعاين دلال القهوة النحاسية المصنوعة يدويا والمعروضة للبيع على الرصيف المقابل لمتجر شبكشي (تصوير: سليم زبال مصور مجلة العربي الكويتية) مدخل شارع الأمير خالد من ناحية الجنوب في عام 1963 وتظهر من الجانبين عمائر صدقة وسراج كعكي الحديثة (تصوير: سعيد صلاح) لافتة الجالية الفلسطينية ترحيبا بالملك فيصل معلقة بعرض شارع الأمير خالد في عام 1965 وخلفها قوس الترحيب الذي أقامته الجالية البحرينية (من أرشيف مجلة قافلة الزيت)