صناعةالأبطال تحتاج الى جهد كبير يمتد لسنوات طويلة.. فإذا لم يكن البطل المراد صناعته متسلحا بما حصده طيلة سنوات عمره من جوانب تثري تجربته البطولية فإنه لن يكون الا بطلا ورقيا لا فائدة منه. وهنا يمكن الإشارة الى حجم المسؤولية الملقاة على عاتق البيئة المحيطة من المنزل الى المدرسة وصولا الى ميدان الاستعداد والتدريب ومن ثم خوض البطولات التي ينافس فيها أعتى وأقوى الخصوم قبل الصعود الى منصة التتويج حيث يشترك الجميع في عملية التأهيل والتحفيز والتشجيع والتوجيه. وما شاهدناه بالامس القريب في اللجنة الأولمبية السعودية حيال اعلان برنامج رياضيي النخبة يعد مفخرة لنا كشباب سعودي نطمح الى ان يكون لنا حضورنا على المنصات في ظل الإمكانيات والقدرات العالية التي يمتلكها أبناؤنا متى ما وجدوا من يعتني ويهتم بهم ويوجههم بالشكل السليم الذي يضمن لهم السير في الاتجاه الصحيح. رقم مالي ضخم جدا تم رصده لأبطالنا القادمين الى الساحة الذهبية يجب ان يتم التعامل معه بكل جدية ليس من أجل المال فقط بل لان جميع العقبات التي كانت تعيق الكثير من المبدعين في طريقها الى الزوال بمشيئة الله تعالى. ومن الملاحظ اهتمام القيادة الحكيمة بدعم شبابنا لتقديم أنفسهم بالشكل اللائق لذا فهي توفر البيئة لكل من يجد في امكانياته ما يؤهله ليكون بطلا وهو الأمر الذي يعمل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة على بلورته وتجسيده حقيقة على أرض الواقع. أعتقد أن الفرصة مواتية جدا لظهور أبطال جدد مع أن ذلك ليس أمرا سهلا ولكن متى ما كان هناك عمل متواصل ومتابعة دائمة من أصحاب القرار وتحليل وتقييم مستمر لما تم انجازه من خطة العمل فان البوادر تبشر بالخير بإذن الله. لن نفرط في التفاؤل ونطالب رياضيي النخبة بإزاحة من سبقوهم الى الذهب بصورة فورية ولكن نلح عليهم بالعمل ثم العمل ثم العمل لان الأبطال لن يصلوا الا اذا عملوا. والنقطة الأهم في العمل كله هو استثمار الثقة لإثبات الجدارة والاستحقاق وهنا الامر يتعلق بمنظومة متكاملة تشمل الرئيس والمشرف والاداري والمدرب واللاعب وحتى الجمهور لأنه من غير المعقول ان تبذل حكومتنا الرشيدة كل ما بذلته ويأتي من لا يستحق الثقة ويدمر مجهودات الجميع. أمامنا سنوات عدة... قد تطول او تقصر ولكن سيظل سقف الطموح عاليا لمكافأة الوطن بإنجاز تفاخر به الأجيال حتى ولو بعد حين.