فرض المنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة لكرة القدم بإنجازاته الضخمة وامتلاكه لكأس العالم إلى الأبد احترامه على المجتمع السعودي ككل، وتفاعل مع ذلك القيادة حفظها الله التي اوصت الرئيس العام لرعاية الشباب الاهتمام بهذه الفئة الغالية قبل أن يكون هذا الإنجاز حاضرا على طاولة مجلس الوزراء للاحتفاء به ورفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد حفظهم الله، ما يعكس قيمة ما تحقق وأهميته بالنسبة للوطن والرياضة السعودية والتقدير الكبير لما قدمه افراده كافة من عطاء فني ونتائج مبهرة وتميز خلقي وتفرد سلوكي جسد الطموح الكبير والروح العالية والإصرار على رفع العلم السعودي في المحافل الكبيرة وتقديم ما يمكن بذله للحفاظ على كأس العالم والفوز به للمرة الثالثة على التوالي، كإنجاز غير مسبوق، قدمه اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية هدية قيّمة للشارع الرياضي الذي كان يجري خلف لاعبين اصحاء وملايين مهدرة ومشاركات نتاجها الاخفاق والعودة الى المربع الأول مع كل مناسبة كروية، يواكب ذلك منشآت رياضية مهترية وبنية تحتية ضعيفة على الرغم من الميزانيات الضخمة، والوعود بالإصلاح التي تتكرر بين فترة وأخرى والأمل أن ينتهي العمل السلبي مع بداية عمل القيادة الرياضية الجديدة. كأس العالم للاحتياجات لا تنحصر أهميته وقيمته على أنه بطولة في زمن غياب البطولات الكبيرة عن رياضتنا فحسب، بل لأنه عكس العزيمة والأخلاق التي يتحلى بها جميع لاعبي الأخضر السعودي، والفكر الفني والإداري الذي يحيط بهم، والخطط المقننة والمتقنة والخطوات الطموحة التي يسير عليها الاتحاد بأقل ميزانية، واستثماره للقليل من الإمكانات المادية الضعيفة التي يحظى بها من أجل تحقيق الكثير والكبير الذي يضاهي حجم الآمال المعقودة عليهم بداية بمونديال المانيا 2006، ثم كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا، ومونديال 2014 في البرازيل. ثلاث كؤوس عالمية جلبها الطموح والإرادة.. وليت الأدمغة المعاقة عن التفكير اتخذتهم قدوة امكانات ضعيفة.. وافكار بناءة هذه الكؤوس العالمية الثلاث لم تتحقق لولا توفيق الله ثم العمل الكبير والتحضير الذي يتسم بالتعاون والدقة وتحديد الهدف ورسم المهم ثم الأهم والتعامل مع الظروف وفق حجمها واسلوب التغلب عليها، من دون أن يكلف ذلك ملايين الريالات كما هو الحال لمعسكرات وتجهيزات الألعاب الأخرى التي يمارسها الأصحاء، وتوظيف الإمكانات الضعيفة بطريقة منتجة، تستثمرها العقول المتفتحة (وليس الأدمغة المعاقة عن التفكير والتخطيط) لتجلب الذهب وترسم البسمة وتعيد الفرح والاحتفاء للشارع الرياضي، والتفاؤل بأن هناك افراحا أخرى سيراها ويعيشها الجميع بحول الله، خصوصا بعدما أصبح القطاع الشبابي والرياضي، يعيش نقله ملموسة وتغييرات ذات قيمة، وحزم يرجى منه عمل اكثر جودة ونتائج افضل، بوجود الرجل الشفاف والنزيه الأمير عبدالله بن مساعد الذي استطاع خلال فترة وجيزة من التغيير الإيجابي في ملامح العمل الرياضي وسط تفاؤل وتفاعل وارتياح من الجميع. ما تحقق ليس مجرد فوز.. وعلى رجال الأعمال والأندية التفاعل لتكريم الأبطال ثلاثة مونديالات متتالية ومهمة كان خلالها "أخضر الاحتياجات" متجليا وحاضرا بقوة، واجه اقوى المنتخبات وخاض معاركة الرياضية مع اعتى المنافسين، بين ثلاث قارات، لم يكن اتحاده متسلحا بالملايين ونجومه بأعلى المكافآت واضخم العقود، وأجهزته الفنية والإدارية بأكبر الحوافز المالية والمميزات الأخرى، يواكب ذلك إمكانيات ضعيفة وتهميشا اعلاميا، ومكافآت وملايين مغرية تتناثر هنا وهناك من دون أن يكون لهم نصيب منها، لذلك حان الوقت لمن يريد أن يخدم رياضة بلده ويكافئ المميزين والناجحين والرسالة طبعا موجهة إلى رجال الأعمال أن يقدموا ل "ابطال العالم" ثلاث مرات متتالية المكافآت والحوافز والهدايا، وأن يتفاعلوا مع وصايا الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين تجاه هذه الفئة الغالية والاهتمام بها فهم من يستحق، ليس لأنهم اصحاب احتياجات خاصة، انما لأن انجازاتهم تستحق التفاعل والتقدير، وتقديم الأموال من اجلهم وتلمس احتياجاته من هناك من ليس لديه منزل، وآخر لا يمتلك سيارة وثالث لديه أزمة مالية، ورابع يبحث عن وظيفة، وآخرون يتطلعون إلى تأمين مستقبلهم، وهنا يأتي دور المقتدرين لرد الجميل لهم واشعارهم بقيمة انجازهم العالمي بالفعل على أرض الواقع وليس بالوعود وقت الإنجاز. الأندية هي الأخرى خصوصا أندية دوري (عبداللطيف جميل) لابد أن تتفاعل مع هذا الإنجاز، ولن يؤثر عليها لو أن كل منها تبرع في دخل أحدى مبارياته ل "ابطال العالم" تثمينا لتضحياتهم، وتقديرا لتألقهم ودعما لكفاحهم بقيادة المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد. الأبطال بقيادة مدربهم (الخالد) يحتفلون بالاحتفاظ باللقب العالمي في البرازيل مطلع الأسبوع الحالي