الحشود أحد أخطر المهددات الأمنية التي يتعامل معها رجال (أمن الملاعب)، وهي تتطلب معالجات أمنية سلوكية ومهنية احترافية للتقليل من أخطارها، وفي حال اندلاع أي فوضى أو عنف في الملاعب الرياضية يصعب على رجال الأمن التمييز- في لحظات- بين الاشرار والأخيار، ما يضطرهم للتعامل مع الجميع على قدم المساواة كمهددين للأمن. أمن الملاعب يضطلع بدور متكامل يمزج العوامل النفسية للجماهير بالخلل في السلوك الأمني لديهم واحتمال وجود مثيرين للشغب يعملون على إثارة المشكلات، سواء انتصر الفريق الذي يشجعونه أم خسر، والعلاج يبدأ في الواقع من الجانب الإعلامي حيث يفترض على الإعلام الرياضي عدم إذكاء روح التعصب، وقيادة الجماهير الى الملاعب وهي مشحونة، وهذا يجعلنا نبدأ الحل إعلاميا ثم استخدام الأدوات الأمنية حين وقوع الخطر. معالجة التعصب الرياضي عملية متكاملة يشجعها ويدعمها أمن الملاعب وينسق فيها مع الإعلام الرياضي، بصورة مباشرة وغير مباشرة، وليس هناك مبرر مطلقا لخروج الرياضة عن فكرة التنافس الشريف، فهي ليست حربا وإنما مباراة مدتها تسعون دقيقة يمكن توقع نتيجتها وقد تخالف التوقعات ولا تحتاج لغبن النفوس، فخاسر اليوم منتصر غدا، والمنتصر اليوم يخسر غدا وهكذا. في تقديري يمكن لأي جهة لها علاقة بأمن الملاعب أن ترعى بصورة رسمية جائزة معادلة للكؤوس التي تسلم في المباريات النهائية، وهي (جائزة الجمهور المثالي)، ويمكن التنسيق فيها مع اتحاد الكرة لإظهارها بصورة قوية ومؤثرة تجعلها مطلوبة اقليميا وعالميا ومرتبطة بقيم وأخلاقيات الرياضة والتنافس الشريف، وحين ينصرف الجمهور الى التفكير في الحصول على هذه الجائزة التي تسلم لرئيس النادي مع تسليم كؤوس البطولات، فإن ذلك يرفع من حماس الجماهير للظفر بها وابتكار صور مثالية وحضارية للتشجيع. اعتقد أن جائزة ثمينة كهذه ترتبط بكؤوس البطولات تعد مكسبا كبيرا للأندية التي ينبغي أن تبرز حرصها للحصول على جائزة الجمهور المثالي، لأنه لا يليق بفريق أن يحصل على كأس البطولة وجمهوره ليس مثاليا أو عدوانيا، لذلك يمكن لأمن الملاعب النظر في هذه الجائزة ودعم (تأسيسها) ورفع قيمتها وتناولها إعلاميا لإكسابها مزيدا من الأهمية التي تجعل الجمهور حريصا على الظفر بها والتحدي لكسبها مع الجماهير الأخرى، ويمكن أن تحدد المعايير التي تخدم أمن الملاعب وتجعل التشجيع والحضور الجماهيري سلسا وآمنا بعيدا عن أي مظاهر تخل بسلامة الحشود التي تحضر المباريات، وسيكون جميلا ومناسبا للأندية أن تجمع الحسنيين، كأس البطولة والجمهور المثالي الذي ساند فريقه وأثار حماس لاعبيه الى أن حصلوا على الكأس والتتويج.