تعمل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بشكل حثيث على منع انتقال التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين إلى المناطق التي تستعيدها قوات الشرعية، وذلك بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، بالتوازي مع العمل على تحرير المزيد من المناطق من سيطرة التنظيمات الإرهابية، التي تتلقى ضربات موجعة من التحالف بشكل مستمر. وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة، السبت الجريمة الإرهابية الشنيعة التي قامت بها ميليشيا الحوثي وصالح أمس الأول باستهدافها مسجدا في مديرية صرواح بمحافظة مأرب اليمنية. استهداف المساجد وفيما وصلت حصيلة الاعتداء الارهابي على المسجد إلى 34 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، اعتبر وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أحمد عطية أن استهداف الانقلابيين للمسجد جريمة حرب مكتملة الأركان. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الانقلابيون المساجد، فقد قامت ميليشيات الحوثي في مرات سابقة بتفجير مساجد ومجالس عزاء في محافظات يمنية عدة. وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة الجريمة الإرهابية للميليشيات. ووصف القصف الصاروخي بأنه جريمة إرهابية شنيعة تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية، مشدداً على أن استهداف دور العبادة وسفك دماء الآمنين جريمة إرهابية وتصعيد خطير لا يمكن تبريره أو السكوت عليه. وأدان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الاعتداء الإرهابي وقال ان مثل هذه الجرائم لايمكن السكوت عليها. كما أدانت منظمة التعاون الاسلامي الجريمة واعتبرتها عملا إرهابيا آثما يتنافى مع قيم الدين الإسلامي وقدسية الحياة، مؤكدة أن استباحة حرمة الدماء واستهداف بيت من بيوت الله عملا اجراميا لا يرتكبه إلا من تجرد من كل قيم دينية وأخلاقية وإنسانية. التنظيمات الإرهابية ووقع الشعب اليمني على مدى سنوات تحت وطأة التنظيمات الإرهابية، التي نشأت في ظل نظام المخلوع، الذي برع في استغلال كل الأحداث المحلية والإقليمية، وجلب تلك التنظيمات، وهيأ لها الأجواء لتحقيق أهدافه الخاصة التي ترتكز على التفرد بالسُلطة، وخلخلة المجتمع، بما يسمح له بالاستمرار في الحكم لأطول فترة ممكنة. أهم تلك التنظيمات هو تنظيم القاعدة، الذي وجد في اليمن ملاذًا آمنًا، بالإضافة إلى تنظيم داعش الإرهابي، والميليشيات الحوثية التي انتهجت استخدام السلاح منذ وقت مبكر. وخلال عام 2016 م نجح تحالف دعم الشرعية في تحرير أجزاء كبيرة من منطقة الساحل الجنوبي، خاصة أبين وحضرموت وشبوة من سطوة التنظيمات الإرهابية، وذلك بعمليات نوعية دفعت هذه التنظيمات إلى التنقل في الصحاري، والمواقع المفتوحة، بعد أن ضاق الخناق عليها في المدن والمحافظات اليمنية. وتتبادل القاعدة وداعش الأدوار في استهداف المواقع التي تُسيطر عليها الشرعية، ويظهر ذلك جليًا في كم العمليات الإرهابية التي نفذت في 2015م وبداية 2016م، التي أوقعت عشرات القتلى والمصابين من رجال الجيش الوطني، والقوات الأمنية، والمواطنين في عدن وغيرها من المدن الجنوبية، مقابل انعدام استهداف تلك التنظيمات لمواقع يسيطر عليها الميليشيات الحوثية. ارتباط المخلوع والقاعدة وترتبط القاعدة في اليمن ارتباطًا وثيقًا بالمخلوع صالح، الذي أعطاها سابقًا موطئ قدم في كثير من المناطق، خاصة على السواحل الجنوبية، وتحديدًا في حرب الانفصال عام 1994م، ثم في المواجهات والحروب التي خاضها مع جماعة الحوثي التي وصل عددها لست حروب، كما كان يستخدمها ورقة ضغط على الدول الغربية لضمان تدفق المساعدات المالية والعسكرية. وكانت وسائل إعلام عالمية، قد نشرت في وقت سابق رسائل عُثر عليها في منزل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في باكستان، بعد قتله من قبل قوة أمريكية خاصة، توصي اتباعه باعتبار اليمن واحدًا من الملاذات الآمنة للتنظيم، وتُشير تلك الرسائل بوضوح إلى دور للمخلوع صالح في مساعدة التنظيم.