تحاول رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ترتيب صفوف حزبها المحافظ، الذي يعقد مؤتمرا في كارديف بمقاطعة ويلز بعد اسبوع صعب بدا فيه موقفها ضعيفا مع اقتراب موعد اطلاق عملية خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي. ووجدت ماي نفسها في موقع دفاعي عن وحدة اراضي المملكة بعد طلب الحكومة الاسكتلندية السماح لها بإجراء استفتاء جديد حول الاستقلال. واضطرت كذلك الى العدول عن اصلاح اساسي في موازنتها السنوية، التي قدمتها قبل سبعة أيام فقط، وذلك ازاء الاعتراض الصاخب لنواب من حزبها مما اثار تساؤلات حول قدرتها على قيادة المفاوضات المعقدة لعملية بريكست. ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة لندن سكول اوف ايكونوميكس توني ترافرز ان موقفها اضعف بكثير مما يظهر في استطلاعات الرأي. وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى تقدم ماي بنحو 20 نقطة، إلا أن ذلك مرده خصوصا الى انقسام المعارضة العمالية الهشة. كما انها لا تتمتع سوى بغالبية ضئيلة في مجلس العموم. ومع ان وزير المالية البريطاني فيليب هاموند تخلى عن زيادة مقررة للمساهمات الاجتماعية للعاملين المستقلين تفاديا لرفضها من قبل النواب المحافظين المعارضين، الا ان ذلك انعكس سلبا الى حد كبير على ماي. ورغم ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي جمع اكبر عدد من المؤيدين في استفتاء 23 يونيو، الا ان الانقسامات القديمة ازاء اوروبا لا تزال موجودة في صفوف المحافظين بين مشككين يريدون قطيعة تامة مع بروكسل ومؤيدين للاتحاد لم يستوعبوا بعد فكرة الخروج منه. في الملف الاسكتلندي، صرحت ماي «يجب ان تتركز كل طاقتنا على المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي من أجل ضمان حصولنا على أفضل اتفاق ممكن للمملكة المتحدة برمتها».