في رواية الكاتب التركي اورهان باموك، (متحف البراءة)، يلعب شيء صغير جدا دورا مهما في أحداث الرواية. يظهر ذلك الشيء الصغير في أول صفحة من الرواية (النسخة الإنجليزية). فبينما يكون البطل كمال بيه ذو الثلاثين عاما، القادم من الطبقة البرجوازية العليا في حالة حب مع محبوبته (فوسون) ذات الثمانية عشر عاماً، وتربطها به صلة قربى من بعيد رغم أنها من طبقة اجتماعية فقيرة، تُفْقَد فردة من حلق أذنها. الرواية الضخمة التي تقع أحداثها في سنة 1975م تجعل من نبض المجتمع التركي الذي يعيش صراعا بين القيم الاجتماعية الغربية والتمسك بقيم المجتمع التركي التقليدية الموروثة من الحقبة العثمانية، والأحداث السياسية كانقلابات الجنرالات في الثمانينيات خلفية لحدث علاقة الحب تلك. تتعمد البطلة التي يغضبها مضي البطل في مشروع زواجه رغم اعترافه بحبها، الاختفاء عنه. وبعد أن يضحي البطل بمشروع زواجه من سيدة جميلة وثرية من نفس طبقته ينجح في العثور عليها. حدث فقدان فردة الحلق رغم انه من النوع الرخيص، يجعل تلك المرة من اللقاء التي فقد فيها مميزة عن سابقاتها ففوسون تلح على كمال بإرجاعه إلى أن يجده ويرجعه اليها. بعد 486 صفحة من الرواية وقريبا من نهايتها يؤدي الحلق نفسه للانعطافة الأكبر في الرواية بسبب فشل البطلة شد انتباه البطل وهما يعيشان حالة حب شبيهة بالتي فُقِدَ فيها الحلق، أن يلحظ ارتداءها له كاملاً. يشير السرد بطرف خفي إلى شيء مهم وواقعي في الفرق بين الجنسين تتوقف عليه حياة العلاقة بينهما وبالتالي الحياة بشكل عام، فالمرأة سيكولوجيا يشكل لها انتباه الشريك للتفاصيل الصغيرة التي تضعها؛ كلون الشعر، أو لبس عدسات للعينين، أو و ضع عطر أو لباس جديد، أهمية قصوى بينما يكون الشريك غافلا عن ذلك بأشياء أخرى.