على الرغم من معرفة الكثيرين أن الأنف - أو (الخشم) باللهجة العامية- عضو مسؤول عن حاسة الشم ولا علاقة له بكرة القدم لا من قريب ولا بعيد، الا أن اقحامه في المسألة التنافسية أصبح يحمل مدلولات قوية للغاية، حسب ما هو متعارف عليه في الأوساط الجماهيرية. أدرك أن (الخشم) عضو لا يركل الكرة ولا يطلق الصافرة ولا يرصد التحركات ولا يرسم الخطط، بل يكاد يكون غائباً تماماً عن الأحداث (الطبيعية) التي تدور ضمن اطار الملعب. وعلى النقيض من ذلك يتصدر (الخشم) المشهد في أي صراع شرس بين قوى متنازعة كروياً، سواء كان ذلك داخل المستطيل الأخضر أو خارجه كما يحدث عندما يفوز فريق على آخر ويردد أنصاره (دق خشوم).. أو عندما تحسم ادارة صفقة انتقالية بعد تنافس مثير مع طرف آخر ويتباهى البعض بعبارة (خشم الريال). وكذلك يتجدد حضور (الخشم) متى ما صاحب السباق أحداثاً غير طبيعية. فمثلاً في هذا الموسم أصبح خشم الدكتور عبداللطيف بخاري عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقاً الأكثر شهرة في الملاعب السعودية، رغم أنه كتب تغريدته بأصابعه وما فعله هو مجرد اشارة إلى أنه يشم رائحة ما ل (طبخة) ما. وبغض النظر عن مدى اصابة (خشم بخاري)، فيما يشمه من رائحة، الا أنه أصبح حاضراً مع كل حدث (غير طبيعي) أو خارج عن المألوف، خاصة اذا كان ذلك الحدث يعزز من اقتراب الهلال لتحقيق لقب الدوري أو يعطل مسيرة الخصوم المنافسين حتى وان كان للصدفة دور كبير فيه. وبما أن الشيء بالشيء يذكر... فقد تصدرت الأحداث المؤسفة لكلاسيكو الاتحاد والهلال الأخير المشهد الرياضي رغم حضور الصافرة الأجنبية واقامة المباراة على أرض الاتحاد وبين جماهيره.. ورغم جميع المؤشرات التي من المفترض أن تخرج لنا قمة كروية (طبيعية) وممتعة.. وليس كما شاهدنا من خروج عن النص بطريقة تسيء إلى رياضتنا أمام الملأ. المواجهة انتهت وحصد الهلال نقاطها الثلاث واقترب من تحقيق لقب الدوري بنسبة كبيرة، ولكن ما صاحبها من أحداث جعل البعض يعود للاستشهاد بما ذكره بخاري في بداية الموسم حول رائحة (زفة المنصة). وفي رأيي الشخصي أن كرة القدم تخدم من يخدمها حتى وان عاندته في بعض الأحيان.. فمن اجتهد سينال نصيبه ومن لم يحالفه التوفيق فأمامه فرص أخرى.. كرة القدم مجال رحب للمنافسة الشريفة.. لذا لا بد أن تتحرك فيها العقول بدلاً من الخشوم بعيداً عن (الكسر) أو (الدق) أو حتى (الشم).