الحرب الضروس التي يواجهها نادي الهلال في هذه الآونة ليست جديدة، بل إنها تتكرر كل موسم، لكنها تختلف وتتفاوت من موسم لآخر، وفي كل مرة تظهر بسيناريو جديد ومنهجية مغايرة عمّا سبق وإن كانت في الثلاث السنوات الأخيرة قد بدت أكثر شراسة و«وقاحة»، حرب مسعورة الغرض منها - بالطبع- إيقاف هذا المارد العملاق الذي لم يبق ولم يذر من البطولات والإنجازات متفرداً في كل شيء، فعجزوا عن مجاراته ببطولاته وإنجازاته وقد أصبح الطرف الثابت في المنافسة على البطولات والبقية متحركون/ متغيّرون. أعود وأقول إن نادي الهلال تعوّد على مثل هذه الحرب وحملات التشكيك في إنجازاته وبطولاته وكان تحقيق المزيد من البطولات والإنجازات كفيل بأن يلجم تلك الأفواه ويخرسها كل موسم رغم الدعم الخفي وغير المعلن لبعض المنافسين (!!!)، لكن الأمر الجديد والمستغرب هذا الموسم بالذات هو في اختلاف منهجية وأساليب هذه الحرب التي يواجهها زعيم الأندية المحلية والآسيوية واختلاف أدواتها أيضاً، حيث إن من يقود هذه الحرب هذا الموسم أو من بدأ هذه الحرب - إن صح التعبير- هم مسؤولون محسوبون على الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو الجهة الرسمية المسؤولة عن أنشطة كرة القدم المحلية وفي ذلك سابقة خطيرة وتجن غير مسبوق، وهذا ما دعا إدارة نادي الهلال للتحرك سريعاً وعلى كافة الأصعدة الرسمية لحفظ حقوق ناديها ولوضع حد لما يحاك ضده فالأمر جد خطير ولا يقبل السكوت مثلما كان سابقاً وقد بلغ من (الدناءة) ما لا يُطاق ولا يحتمل إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن نادي الهلال كيان عظيم أسسه وبناه شيخ الرياضيين الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - على مفاهيم راقية ومثالية كوّنت ثقافة هلالية سامية توارثتها الأجيال الهلالية من رؤساء وإداريين ولاعبين وحتى أعضاء الشرف، هذه الثقافة جعلت من نادي الهلال ومنسوبيه الزعيم دون منازع لذلك ليس غريباً أن يُصعد نادي الهلال موقفه ويلجأ لأكثر من جهة رسمية حفظاً لحقوقه، ومكانته التي يتبوأها، وسيمضي كما هو، زعيماً واثق الخُطى، قافلته تسير رغم أنف الحاقدين والمتوترين منه، ومن لا يعجبه ذلك ولا يروق له فليشرب من ماء البحر..!! بعد التوضيح الإلحاقي للدكتور عبداللطيف بخاري حول ما يتعلّق بتغريدة (الشم) ومقصده منها.. بدا واضحاً وكأنه يقول: أخشى أن يحدث مع الهلال مثلما حدث مع الأهلي والنصر في المواسم الثلاثة الماضية، لكنه أخطأ كثيراً حينما أقحم نادي الهلال في حاسته الكيميائية، لأنه - أي الهلال- ناد لم تغب عن سمائه البطولات وصديق دائم للمنصات ولا يحتاج (لفزعات)، بل إنه تضرر كثيراً في عهد اتحاد كرة القدم الحالي مما أفقده تحقيق المزيد من البطولات والإنجازات كان جديراً بها دون غيره . حري بالدكتور بخاري طالما يدّعي أنه يملك حاسة (شم) قوية أن يبيّن لنا أين حاسة الشم هذه عن العديد من التجاوزات والمخالفات التي تمت داخل أروقة اتحاد القدم الذي هو ينتمي له وكيف لم يستطع أن (يشم) تلك المخالفات والتجاوزات التي أزكمت رائحتها أنوف البعيدين، أم أن حاسة (الشم) لديه يديرها بالريموت كنترول كيفما يشاء..؟! نواف بن محمد.. كفيت ووفيت لم يدع لنا الأستاذ سليمان بن عواض الزايدي رئيس الاتحاد العربي لألعاب القوى وعضو مجلس الشورى السابق وكذلك الزميل العزيز خالد الدلاك الإعلامي والإداري في اتحاد ألعاب القوى، لم يدعا لنا ما نقول عن الأمير نواف بن محمد الرئيس السابق لاتحاد ألعاب القوى والذي غادر منصبه قبل أيام قلائل بعد أن خدم رياضة ألعاب القوى من خلال ترؤسه لهذا الاتحاد بكل تفان وإخلاص طيلة الأربعة والعشرين عاماً التي قضاها رئيساً لاتحاد القوى.. لقد تحدث الأستاذ الزايدي والزميل الدلاك من خلال هذه الصحيفة عن سموه وهما خير من يتحدث عنه بحكم قربهما منه وهما يعلمان ويعرفان حق المعرفة ما قدمه هذا الرجل المخلص والوفي لأم الألعاب في المملكة، وقد أفنى سنوات عديدة من أجل تطوير هذه الرياضة المهمة والنهوض بها بعد أن كانت مشاركاتنا فيها لا تتجاوز النطاق الإقليمي مع الحضور الضعيف على مستوى القارة، لذا وجب علينا تقديم أسمى عبارات الشكر والتقدير والامتنان للأمير نواف بن محمد وهو يغادر مقر اتحاد ألعاب القوى بعد سنوات من النجاح المسبوق بالجهد والعمل الجاد الذي كان ثمرته كم كبير من الغنجازات الإقليمية والقارية والدولية.