في كل مرة يهاتفها يسألها عيالي كلوا، عيالي درسوا، عيالي... عيالي خلصوا الواجبات، ضاقت به ذرعا كل شيء عيالك.. لم تهاتفني مرة لتسأل عني، قال لها أنت امرأة عاقلة هم صغار في طور النمو أردت بين فينة وأخرى الاطمئنان على أحوالهم، ردت عليه أشعرني ولو مرة واحدة أنك تسأل عني وتهتم لأمري، قال لها رأيتك الصباح بحالة جيدة ما الذي سيتغير خلال اليوم الأولاد يقعون على الأرض يتأثرون من السقوط أحيانا يمارسون ممارسات خطرة يخيفني مجرد التفكير فيها، أحيانا أخرى ينسون وجباتهم الغذائية أو يتناسونها كل خطوة في حياتهم بحاجة للسؤال. ظل يسائل نفسه غريب أمر النساء يضعن رأسهن برأس الصغار المحتاجين رعاية 24 ساعة، قالت له عندما نسافر تحرص على الأماكن التي تُعجب الصغار ولكن لا تسألني أنا ماذا يعجبني، قال لها أنت سافرت لأماكن عديدة وهم حديثو عهد بالأسفار، ومن الصعب العثور على أماكن للسفر تعجب الصغار، وعلى العموم عندما يستمتعون نكون استمتعنا جميعا، قالت وتعبنا جميعا، قال لها التعب سنة الحياة نلهث ونلهث ولا ندري إلى أين نحن سائرون.. قالت نريد الحياة حلوة لنا ولأولادنا لكن ليس على حسابنا، ضاق ذرعا بحججها فتش في قائمة جواله عن صديق من الوزن الخفيف الذي يوسع الصدر في كل الأوقات درجا إلى مقهاهم المفضل احتسيا قهوتهما المفضلة وأخذا يتعاطيان تفاصيل أعمالهما التجارية الوهمية ثم أزعجته رائحة الدخان التي تملأ المكان فاستل جواله ليهاتف زوجته وشلون عيالي!