في الأيام القليلة الماضية، قام عدد كبير من شباب وفتيات في واحة الأحساء بعملية تطوع؛ لتنظيف متنزه الأحساء الوطني. بلغ عددهم حوالي 1500 متطوع، ينتمون إلى 60 فرقة للتطوع. وتطوع شباب وفتيات من الأحساء هو أمر شبه روتيني رأيناه في مناسبات كثيرة، تدل على الوعي بأهمية العمل التطوعي ليس في خلق بيئة أنظف فقط، ولكن تمثل أهمية العمل الجماعي. طبعا فئة المتطوعين والمتطوعات لتنظيف مكان عام تمثل جزءا صغيرا من عموم المجتمع، ولكن ما الذي يجعل المجتمع لدينا لا يهتم بنظافة الأماكن العامة في وقت هو من يطالب بنظافتها ويطالب الأمانات والبلديات بضرورة استمرارية منظرها النظيف؟. ولماذا يقوم فرد من المجتمع من الأساس برمي أي نوع من النفايات في الأماكن العامة؟!. ولكن وفي نهاية المطاف، فرؤية أبناء أو بنات البلد يقومون بعمل تطوعي لتنظيف مكان عام هو أمر عادي، ولكن المشكلة تكمن في أن ما يتم تنظيفه اليوم يتسخ غدا. وقد تكون العملية التطوعية لتنظيف المتنزه الوطني بالأحساء لم تحصل على التغطية الملائمة من الإعلام أو التواصل الاجتماعي؛ لأنه وفي نفس الوقت كان هناك عملية تنظيف كبيرة لكورنيش الخبر قام بها الكثير من المتطوعين والمتطوعات من الجالية الفلبينية يعيشون ويعملون في هذا البلد. وللأمانة، فهذا أمر رغم جماله ورغم كونه يعكس التناغم وجمال التعايش بين المواطن والمقيم، إلا أنه يعكس أمرا مهما وهو عدم اهتمام المواطن بأي مرفق عام. وينتقد الأمانات والبلديات على عدم وجود أماكن عامة نظيفة في وقت المواطن وغيره هو من لا يهتم بنظافة المرافق العامة ويقوم برمي جميع أنواع النفايات في كل مكان. وصحيح أننا نشكر الجالية الفلبينية وتفاعلها مع المجتمع، ولكن هذه ليست ظاهرة صحية لأنها ليست المرة الأولى التي نرى فيها الجالية الفلبينية تتطوع لتنظيف أماكن عامة. وهذا شيء يشكرون عليه، ولكن لماذا لا يهتم فرد من المجتمع بنظافة مرفق عام سواء أكان شارعا أو شاطئ بحر أو مجمعا تجاريا. فالكثير منا لا يعرف حجم الأموال التي تقوم برصدها الأمانات والبلديات لتنظيف المرافق العامة. فنحن مجتمع يعتبر الأكثر توظيفا لعمال النظافة لتنظيف شوارعنا ومرافقنا من نفايات نحن من يقوم برميها.