معنى طبل في لسان العرب، الطَّبْلُ معروف الذي يُضْرَب به وهو ذو الوجه الواحد والوجهين، والجمع أَطْبال وطُبُول، والطَّبَّال صاحب الطَّبْل وفِعْله التَّطْبِيل وحِرْفته الطِّبالة. والطبيلة تصغير كلمة طبلة وأبوطبيلة هو شخص يطوف الأحياء في ليالي رمضان وقت الأسحار ليوقظ الناس للسحور، ويمسك أبوطبيلة طبلة يدق عليها وهو يردّد بعض الأدعية والعبارات التي تشجّع الناس على الاستيقاظ من نومهم، وكل حي له أبوطبيلة خاص به وتختلف النداءات التي يردّدونها كل بقدر اجتهاده ومعرفته بهذا المجال. بعد هذه المقدمة البسيطة والتي من المتوقع ان الكل يعرفها ويعرف هذا الإنسان الذي ينبه لأمور مهمة قد يغفل عنها البعض لانشغاله أو لنومه او لأي سبب آخر، فيأتي صادحاً بصوته الجهوري لينبه اسماعنا ونبادر فوراً للاستجابة شاكرين له هذا التصرف الجميل.. أتيت بهذا الرجل وتكلمت عن هذه الوظيفة لأقرب للأذهان هذا الامر قبل أن أضرب المثل بالكاتب اليومي في أي جريدة محلية أو دولية وفي أي قسم كان. فالكاتب إنسان لا يكتب ما يعتلج بهوى النفس او لظروف خاصة، بل هو يرى بعينه ما قد يراه الكل أو البعض، ولكنه أًعطي مساحة لينقلها للكل على نطاق واسع وليس كالبعض والذي ينقلها بنطاق خاص أو لا ينقلها البتة. ليس من المتوقع أن الكل يعتقد ما يعتقده الكاتب وقد يكون له فكر مخالف لأي امر ما، وليس هذا داع للاستنكار عليه أو دحض فكرته او زلزلة قلمه، بل من المفترض ان يُعامل الكاتب كناقل للخبر، فإن صدق فيه وإن كذب فهو له وعليه وليس لاحد آخر. وليس من الصحيح مهاجمة فكر الكاتب فهو لم يأمرك بالاتباع ولم يجبرك على الاقتناع، بل ساق الحدق وامر العقل بالتفكر والتدبر ليرى ما يمكن أن يراه ويستدرك ما يمكن استدراكه. وليس من الحق بأن يساق المقال بأنه حياة الكاتب الشخصية، بل على العكس تماماً قد يكون الكاتب يعيش حياة مخالفة لما هو مكتوب، ولكن أمانته الكتابية حتمت عليه سوق هذا الخبر وذاك الحدث لينبه الغير له وينبه نفسه كذلك. واخيراً دعوا كتَاب المقال يسوقون لكم الحدث، فإن كان ما يرونه صحيحاً فلكم الخيار في النظر والتعليق والاقتراح لتطوير الفكر والامر، وإن كان غير صحيح فلكم الحق في التغيير والتنبيه ولكن بدون تجريح أو تعليق على التصرف والشكل والتدين وغيره، فكلها أمور في يد الله سبحانه وتعالى، ولا يعلم احدنا ماذا ستكون خاتمته.. فإياكم والحكم على ما لا تعلمون فتقعون فيما لا تعلمون.