الذهاب للمدرسة حلم الصغار، وغاية أمانيهم أنهم يرسمون في خيالهم عالما جميلا يحمل المتعة والفرح والسعادة، وهو شيء متميز بالنسبة لأفكارهم التي تحمل خيالا واسعا تجاه هذا الجو الجديد الذي يضم أصدقاء ومعلمين يقدمون لهم العلم والمتعة والمحبة والرحمة، ان هذا الصغير ينتقل من بيته الصغير الى البيت الأكبر الذى سوف يحقق احلامه السعيدة ولكن عندما يجد التأنيب والتعذيب من اول المشوار من معلم بالغ في توبيخه وتعذيبه لدرجة أوشك على قطع أذنه واستدعى تدخلا جراحيا بخياطة تجاوزت تسع غرز، فإنه سينفر منه. ماذا عمل هذا الصغير؟ هل أهمل أو قصر فى كتابة الواجب أو ضيع كتابة مهما كان تقصيره؟ إن ما حصل فى مدرسة بجازان يجب أن نقف جميعا ضده كتصرف غريب وعجيب، مهما كانت ردة المعلم تجاه هذا الصغير الذي يصعد سلم درجات العلم وخاصة انه فى الصف الاول نتمنى أن يجيب أستاذه عن بعض الاسئلة التى تدور فى خاطر الجميع هل هذه رسالة معلم الصفوف الاولية؟ هل هذا الصغير أذنب ذنبا يستحق هذا العقاب؟ هل ما زلنا فى القرون الاولى التى تدخل قلم الرصاص خلف الأذن لتخترع تعذيبا مختلفا؟ أين الرسالة التربوية التى تحث المدرسين على الاهتمام بالصغار وتوفير جو من الالفة والمحبة والرحمة؟ ان بعض المدرسين بحاجة لدورات تأهيلية للتعامل مع الصغار.. ومعلم الصفوف الاولية يجب ان يحمل شروطا أساسية وهى ان يعلم الصغار عن طريق اللعب والمرح والتفكير والابتكار، وأن يستقبل الصغار كل يوم ببرامج مختلفة وأنشطة تساعدهم على التفكير والفهم.. ان صغارنا بحاجة لتلقي تعليمهم وسط جو من التشجيع والتجديد، فهم بحاجة لمدارس مهيأة ومعلمين مؤهلين بخدمات تبشر وتشجع هذا الجيل على حب العلم والتعليم. إن ما حصل ويحصل من بعض المدرسين وإهمال احتياجات الصغار بحاجة لحلول سريعة فالجميع يحلم بأماكن متعة وترفيه ومقاصف تقدم وجبة فطور صحية ومعلم يحب طلابه قبل ان يهملهم أو يعذبهم.. لذلك يجب التدقيق في اختيار معلمي الصفوف الاولية وتأهيلهم وتشجيعهم وأن يكون هناك مخصصات للطلاب تصرف على تشجيع الصغار لحب العلم والتعليم وان لا يكلف معلم لتولي صغارنا لم يتلق دورات تحمل شعار التربية قبل التعليم، والتوجيه قبل التوبيخ. إن اطفالنا امانة يجب الحرص على تعليمهم فى جو يقوي شخصيتهم ويدفعهم للعلم والمعرفة فما يخصص للتعليم من مخصصات يجب ان يحقق المعجزات فى كل المجالات وفى كل المراحل فهل نضع حدا للإهمال والتجاوز؟.