الميزان الذي يميز بين الخير والشر في حياة بعض البشر.. ميزان عدل، ميزان عقل. ميزان يزن الأفعال والتصرفات الإنسانية اليومية لكل فرد من أفراد المجتمع بحسب مسئولياته وما استأمنه الله عليه.. ما أحوجنا في هذا الزمان لضمائر حية ترتبط ارتباطا وثيقا بالواجب والأمانة، تشعر صاحبها بوخزات تأنيب الضمير في حالة اختلال ميزانه، ما أحوجنا لقوة دافعة قوية للتهذيب الوجداني والسلوك الإنساني السوي. ما أحوجنا لصوت الصواب ينبعث من أعماق ذات، ترفض الشر وتأمر بالخير، ما أحوجنا للمنحة التي منحنا الخالق إياها وتستحق الشكر الدائم، «للضمير الحي» ليكون حاكما مرشدا، وميزانا أمينا متصلا دائما بربه سبحانه في كل وقت وحين. متصلا بالحق سبحانه وتعالى الذي يراقب، ويحذر ليظل هذا الضمير حيا متصلا بالإيمان، قويا باليقين، يحاسب نفسه ويمنعها من الخطأ والتعدي على الحقوق وفعل كل ما هو مخالف للدين والمبادئ والقيم والأعراف. لا شك أن بموت الضمير تظهر الإنسانية ككلمة لا معنى لها ولا رديف..، هذا ما أُثبت بالتجربة في حالة موت الضمير. فعندما يموت الضمير يموت الرقيب ويختل توازن جهاز الاستشعار، وتتعطل كافة الأجهزة التي وهبها الله للإنسان، فلا إنذار مبكر من ضمير حي يحمي صاحبه من التجرد عن المسؤولية الأخلاقية لسلوكه في المجتمع، وتقديره الخاص لأفعاله، ولا قوة داخلية تدفع الإنسان لفعل الخير وتمنعه عن فعل الشر فيفقد ما ميزه ربه به عن بقية المخلوقات. فموت الضمائر كارثة بشرية إنسانية ترجمتها الضمائر المنفصلة المبنية على العواطف والأهواء والمصالح الشخصية وعلى سبيل المثال لا الحصر، التي بدلت مسميات مرفوضة دينيا وخلقيا، فالرشوة سمتها «هدية» والواسطة «تسهيل معاملات»، ومسميات أخرى مضللة، ضمائر اعتنقت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة المخالف لكل الأديان والشرائع السماوية. ضمائر انفصلت بمزاجها لأنها تريد ذلك، والغريب أن هذه الضمائر المنفصلة مهما اختلفت أسباب انفصالها إلا أنها في النهاية تتفق في شيء واحد هو موت جميعها، وهدفها فقط الوصول، بغض النظر عن الموضع الذي تطؤه أقدامها أكانت أرضا، أم أجسادا بشرية. للأمانة أصحاب الضمائر الميتة منتشرون في كل دول العالم وفي مجتمعنا قلة، والغالبية تحكمهم الأخلاق والوازع الديني وحب الخير إلا أن الشر يعم، فما أحوج مجتمعات اليوم لصحوة الضمائر الميتة لتُحفظ الحقوق وتُصان.