على يقين تام بأنَّ أخي سعادة الأستاذ القدير عبدالله بن محمد أبابطين المولود في مدينة روضة سدير الخضراء بربيعها وقلوب أهلها، لن يسمح لي بالحديث عن شخصه الكريم ولا عن بره بوالدته، فقد سمعته مرارًا يعرِّف بنفسه (الخادم للوالدة) متعهما الله بالصحة والعافية، لن أتحدَّث عن كرمه، وطيب خلقه وتواضعه، وحبه لإقليم سدير، وحرصه على نفع هذا الإقليم وخدمته بكلِّ ما يستطيع فنجده يجتهد مع كلِّ مدينة ومع كلِّ قرية ومع كلِّ هجرة، ولا عن وفائه لأصدقائه وأحبابه، وقد حضرت مرارًا مع سيدي الوالد رحمه الله في مجلس أخيه الشيخ إبراهيم العريج رحمهما الله بحوطة سدير وكانت صحبتهما تزيد على سبعين عامًا، كنت أسمع بهذا المجلس ثناءً وتقديرًا ودعاءً للشيخ عبدالله أبابطين؛ الذي جمع بين الثقافة والإدارة فهو يحمل بكالوريوس محاسبة وإدارة أعمال من جامعة الملك سعود وماجستيرا في تحليل الأنظمة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وقد مرَّ بالعديد من المواقع الوظيفية والاجتماعية، وعضو في العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وفي مسقط رأسه روضة سدير ترأس مجلس إدارة الجمعية الخيرية، وهو أيضًا رئيس للجنة التطوير بروضة سدير، وأحد أعضاء هيئة السياحة والتراث الوطني بمحافظة المجمعة، وفي المجال الأسري ترأس مجلس صندوق أسرة آل أبابطين، وبعد تقاعده المبكر اتجه للعمل التجاري والخيري والثقافي والاجتماعي. يقف على ثلاثة منجزات ثقافية رائدة وطموحة يقف وراءها ويدعمها، ويشرف عليها، الأول الملتقى الثقافي فقد أُنشئ بموافقة من الرئيس العام لرعاية الشباب في 3/1/1423ه، وأسهم في دعم الحراك الثقافي ليس في إقليم سدير، بل على مستوى هذا الوطن المعطاء، وقد شرُفتُ بالمشاركة في إحدى فعالياته المباركة بصحبة الدكتور خالد المقرن مدير جامعة المجمعة، والمهندس محمد الماضي رئيس المؤسسة العامة للصناعات العسكرية، والدكتور ناصر الموسى عضو مجلس الشورى، وأدار هذه الندوة الأستاذ الخلوق محمد بن عبدالله أبابطين، وكان للملتقى قصب السبق في تنفيذ أول ندوة علمية على مستوى المملكة عن رؤيتنا 2030 بعنوان: «واجبنا...تجاه رؤيتنا» يوم السبت 30/7/1437ه وكانت هذه الندوة نموذجًا رائعًا عكست قدرة أستاذنا أبي محمد وأبنائه على حسن التنظيم والإعداد والتنسيق. وقد نفَّذ الملتقى العديد من المناشط الثقافية والاجتماعية والتربوية، كما شرُف الملتقى بزيارات متعدِّدة من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي مثل الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، والأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة، والأمير فيصل بن مشعل بن سعود أمير القصيم، والشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي، والدكتور عزّام الدخيل المستشار في الديوان الملكي وزير التعليم السابق، والعديد من الوفود العلمية والاجتماعية وشارك في تكريم المتميزين في مجالات متنوعة، وكرم العديد من الشخصيات الفاعلة في المجتمع، وقد أصبح الملتقى معلمًا ثقافيًا بارزًا بأنشطته وفعالياته. المشروع الثاني مكتبة سدير الوثائقية المفتتحة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وتركِّز المكتبة على تاريخ إقليم سدير، وجمع كل ما كتب عن سدير وتصنيفه ووضعه في متناول الباحثين، وقد أعلنت المكتبة أنهَّا على استعداد لطبع ألف نسخة من أيِّ كتاب يتحدث عن سدير، وتضم المكتبة متحفًا تراثيًا بأكثر من 5000 قطعة تراثية تتنوع بين عملات ومسكوكات ومقتنيات تراثية نادرة. وشرُفَت ديوانية النصار الثقافية بحوطة سدير باستضافة الشيخ عبدالله أبابطين الجمعة 22/2/1437ه في مقر الديوانية في لقاء بعنوان: «مكتبة سدير الوثائقية...طموح وتحديات» تحدَّث فيه الضيف عن المكتبة وطموحاتها وآمالها، وقد حضر اللقاء عدة مثقفين وأدباء . المشروع الثالث مجلس سدير بمحافظة المجمعة والذي أسسه أبو محمد، ويضم المجلس عددًا كبيرًا من أبناء إقليم سدير من تخصصات متنوعة وحظي المجلس بدعم من سمو محافظ المجمعة هذه المحطات الثقافية يدعمها علم من أعلام هذا الوطن الأستاذ عبدالله أبابطين استحقت الإشادة والتقدير.