إجازة طلابية قصيرة كفيلة بإرباك إيقاع الحياة في كل بيت من بيوتنا، ففيها يتضاعف الضغط الجماعي من أفراد الأسرة على عائلها بحثا عن وعد ببرنامج ترفيهي مميز، كتلك الإجازة القصيرة التي انقضت قبل أيام، لكنها وبلا شك عكست سير عقارب الساعة في بيوتنا، وتوافد فيها السعوديون على دول مجاورة كدول الخليج، التي باتت تُبرمج كثيرا من فعالياتها بالتزامن مع إجازاتنا، وهذا ما أكده لي أحد المعنيين بالسياحة في إحدى هذه الدول الشقيقة، مما يجعلنا في مواجهة مباشرة مع السؤال المتكرر حول برامج السياحة الداخلية، خاصة إذا ما صادقنا على أعداد سياحنا. من حيث المبدأ وإحقاق الحق تقوم كثير من جهاتنا الرسمية والخاصة بدور استثنائي بالاستعداد لهذه الإجازات ببرامج ترفيهية عديدة، وهذا أمر لاحظناه حتى أن مهرجان الجنادرية تم توقيت افتتاحه في دورته الحالية بالتزامن مع إجازة الربيع، ومهرجان التمور بالأحساء، ومهرجان آخر بجازان، وغيرها من المهرجانات، لكن ثمة ملاحظة على بعض المهرجانات التي تقام خصيصا خلال إجازة الربيع، وهي قضية متكررة يتوجب طرحها كإشكالية يجب معالجتها، هي افتقاد الكثير من مهرجاناتنا الابتكار والتجديد والخروج من دائرة السائد والمطروق، وقد يكمن في هذه الإشكالية السر الذي يجعل تعامل الكثيرين مع المهرجانات الداخلية بشيء من الفتور أو عدم القناعة بما يقدم، مع أن تعميم مثل هذا الحكم السلبي على كل المبادرات خطأ بحد عينه. إذن ثمة أرضية يتوجب علينا التركيز عليها وهي حاجة بعض المهرجانات المحلية، خصوصا التي تنفذ لبعض المناسبات كالإجازات، إلى تحديث وتجديد وتطوير برامجي، فالجمهور شغوف بالمبتكر والمتجدد واللاتقليدي، وبعض هذه الفعاليات ترهل حد الملل، وبات من الضرورة بمكان البحث عن شكل جديد واُطر جديدة ومبتكرة، قادرة على ضمان التفاعل والجذب، على سبيل المثال: نعلم ضرورة وأهمية وجود الحرف الشعبية، ولكن لم لا يستعان فيها برؤى وأفكار جديدة تظهرها بشكل مختلف وجذاب، طالما كنا نجدهم في كل برنامج سياحي أو ترفيهي، أيضا المسابقات الترفيهية التي تقام على منصات المسارح، بوسعنا أن نجيب عن السؤال عن سر تقاطر السعوديين الرهيب على السياحة في الدول المجاورة أو غيرها، فقد ثبت بالأرقام أن السعوديين يصرفون أموالا طائلة ويشكلون رافد اقتصاديا رهيبا في كل إجازة تمر.