لم يعد حاتم الغانمي ورفيق دربه وسام عسيري يوم أمس إلى منزليهما كالمعتاد، ولم يصخب الحي الذي يقطنانه بضجيج المباركين لهما انضمامهما رسميا لناديي الهلال والفتح، ولم يترك الوقت لهما فرصة للفرح، حيث كان للموت موعد أسرع من تلك اللحظات، اختطف معها كل اللحظات السعيدة والتي لم تدم لأكثر من 24 ساعة. الغانمي وعسيري موهبتان وئدت فرحتهما في مهدها، وأنياب الموت غافلتهما على حين غرة منهما، ففي الوقت الذي كانا يستشرفان فيه مستقبليهما مع الزعيم والنموذجي بعد أن تحقق لهما حلم التوقيع لناديين عريقين، كان للموت رأي آخر، لينتهي المشوار في أوله، وتتبخر الأحلام بعد يومها الأول، في صورة آلمت كل المنتمين للوسط الرياضي واستحوذت على حزنهم العميق ودعواتهم الصادقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الوسط الرياضي فجع يوم أمس بخبر وفاة لاعبي شباب الهلال والفتح حاتم الغانمي ووسام عسيري (رحمهما الله) إثر تعرضهما لحادث مروري وذلك بعد أقل من 24 ساعة من توقيع عقد الغانمي مع الهلال، بينما يرقد في أحد المستشفيات بمحافظة جدة لاعب الأهلي لدرجة الناشئين عمار بخاري نتيجة الحادث ذاته. القدر لم يمهل الغانمي وعسيري طويلا وسهام الموت سرقت فرحة لم تدم لأكثر من يوم واحد، فبالأمس كان الكل يتناقل خبر التوقيع وصورة الموهبة التي يؤمل عليها في المستقبل ويعول، واليوم يترحم الكل ويتوجد، فسبحان من له الدوام. وقدّم مجلسا إدارتي الناديين أحرّ التعازي وصادق المواساة إلى أسرتي الغانمي وعسيري في وفاة اللاعبين رحمهما الله، سائلين لهما الرحمة والمغفرة ولذويهما الصبر والسلوان.