نجني (على أنفسنا وذوينا وذريتنا من حيث لا نعلم).. عبارة ترددت كثيراً في المجالس النسائية والرجالية في الايام السابقة وبالأخص في يوم الاحد (29/1/2017) حين نشرت في الصفحة السابعة حادثة وقعت من قبل خادمة في منطقة جازان تعتدي على طفلتين وأمهما، والتي شُخصت حالتها بأنها تعاني من (مرض الذهان)، وللذي لا يعرفه (وهو مصطلح طبي نفسي للحالات العقلية التي يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي. الأشخاص الذين يعانون من الذهان قد يتعرضون لنوبات هلوسة)، وقد يتمثلون حالات من تغيير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكك، وخلل في أداء المهام اليومية، لذلك كثيرا ما توصف هذه الحالات بأنها تدخل في نطاق «فقدان الاتصال مع الواقع». ولكن من الذي يستطيع ان يكتشف هذه الحالة؟ الطبيب النفسي أم المعالج النفسي ام رب المنزل ام المكاتب التي هدفها الوحيد هو جني المال فقط؟ لن يكتشف هذه الحالات الا ذوو التخصص في علم النفس والذين يعرفون كيف يحددون ماهية هذه العاملة أو السائق حين يلجون هذه البلاد ليخلفوا وراءهم مآسي لا تنسى، ومن ثم حين يطالب المصاب بالقضاء تكون هناك أمور تحول دون ان يأخذ القضاء بحقه الشرعي فيصبح ويمسي نادما على ما جنته يده (بدون علمه)، ولكن لحظة (هل هو حقاً بدون علمه)؟ هل حاول؟ هل حرص؟ أم أنه فرح بتواجد هذه العاملة حتى تكف سيدة المنزل عن العويل والشكوى من تعبها وضيق وقتها، فاكتفى بحملها من المطار للمستشفى لإجراء التحاليل الطبية الاعتيادية، ومن ثم أخرج الإقامة وتمدد في منزله. هذا هو الأمر الذي يتعامل معه كل من أحضر عاملة منزلية دون الحرص على المرور بها على طبيب نفسي متخصص للنظر في خلفيتها أو التعرف على ما بداخلها، لأنها تأتي من بلدان دكها الفقر وقتلتها الحاجة لبلدان يلقون بالنعم في حاويات القمامة. والامر الذي تضيق به النفس أن الخبر يحوي أشهر جرائم الخادمات في السنوات الأخيرة والتي تنوعت بين القتل بكل الطرق والضرب والحرق، لمن؟ لأطفال اثناء النوم او لكبار السن عديمي الحركة؟ لرضع لا حول لهم ولا قوة؟ وبالرغم من ذلك ما زال الكل يأتي بالعاملة والسائق دون عرضهما على الطب النفسي، ولو ناقشتهم بالأمر لقالوا (ناقصين خسائر) وأعجب فيمن يدفع الآلاف لاستحضارها والتكفل بالأكل والشرب واللباس وعجز عن دفع بعض الريالات لمتخصص حتى يكتشف أمرها قبل دخولها المنزل، ويعود للمكتب الذي أحضرها ليجبره على إعادتها وإبدالها او الذهاب بها لمكتب الشرطة بالتقرير، والذي أثق بأنه سيتخذ جميع الإجراءات الاحتياطية لأمن المواطن والبلد. بعد هذا كله هل ما زلتم في تردد من التأكد من نفسية العاملة قبل دخولها منزلكم؟