كانت البهجة حاضرة على نفوس جميع الحضور حينما تم افتتاح مبنى نادي الأحساء الأدبي الثقافي بحضور سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو الأمير بدر بن جلوي محافظ الأحساء، وكان الفرح أن أصبحت هناك منارة ثقافية ذات تصميم معماري لافت وجذاب ومهيأ لاستقبال الفعاليات الادبية والثقافية والفنية. كانت ملامح رئيس النادي الاستاذ القدير الدكتور ظافر الشهري تشبه من يستقبل ضيوفا في منزله احتفالا بمولود جديد جاءه بعد طول انتظار وقد بذل فيه من الجهد الكثير، إضافة إلى خطواته نحو المسرح لالقاء الكلمة الجميلة التي كادت دموعه تسقط فرحاً من لحظة يترقبها مثقفو الاحساء وكأنه يريد أن ينطق بالبشرى السعيدة لهم من خلال كلمة راقية لم ينس من خلال رسائله جنودنا البواسل على الحدود الذين يذودون عن هذا الوطن الغالي. أتصور أن فريق العمل الذي سخر وقته واستطاع بتوازن ملحوظ ان يساوي بين تفعيل نشاطاته المنبرية والعمل نحو إتمام المبنى النموذجي دليل على أنه فريق عمل متجانس يشترك في الإحساس بالمسؤولية الوطنية الثقافية بحيث لا يتم إهمال جانب على حساب جانب آخر خاصة ان النشاطات كانت تقام منذ أن بدات في المكتبة العامة بالهفوف الذي سبق ان تشرفت بزيارتها وهو سر السعادة الذي شعر به جميع من قاموا بزيارة المقر المؤقت إلى المقر الحديث. واتصور ان القائد الاداري الناجح الدكتور ظافر الشهري الذي استطاع أن يقود السفينة الفكرية بسواعد وطنية لها حضورها الثقافي والادبي ستستطيع ان تسخر تلك المنارة لخدمة الثقافة، وانا أعلم أن هناك جوانب لا أستطيع أن اذكرها تدل دلالة واضحة على أن جميع أعضاء مجلس الادارة كانوا مخلصين من خلال رغبتم الجادة في تنفيذ المشروع في وقت زمني محدد متحدين جميع الصعاب والعوائق (والعراقيل) التي نجحوا في تجاوزها. لذلك اتمنى على أعضاء المجلس الذين سوف تنتهي فترتهم الرسمية خلال مدة بسيطة ألا يتخلوا عن مواقعهم حفاظاً على المولود الجميل الذي تعبوا من أجل بنائه. وذكرت ذلك (لشمعة النادي) الأستاذ محمد الجلواح المسؤول الاداري الذي احترق ليضيء أروقة الاحتفال بجمال تعامله ولطفه وتنظيمه الذي فاق الوصف في الاخراج وذكرت له: أعلم أنكم تعبتم ولكن أعتبر هذا المقر (أمانة) في أعناقكم وإذا كان الامر بيد وزارة الثقافة والإعلام أن تعمل على تمديد فترتهم لاستكمال دورهم في تفعيل نشاطات النادي من خلال المقر الجديد، وأتمنى من مثقفي الاحساء خاصة بمختلف اهتماماتهم الادبية والثقافية أن يمدوا يد العون لهذه المنارة الثقافية لانها فعلا (بيتهم الثقافي). وبقي لي أن أوصي مجلس الادارة بالحفاظ على المبنى من إهمال الزمن رغم أن وجهة نظري التي ما زلت متمسكا بها بشأن المباني الجديدة هي توريط للاندية ولميزانياتها ولمجالس إداراتها المقبلة، وقد صرحت بذلك كثيرًا، عموما أقول: مبروك للوطن على منبره الثقافي الجميل.