في حين أنجزت عدد من الأندية مبانيها الجديدة وانتقلت إليها، استشعر بعض رؤساء تلك الأندية حجم العبء الجديد الذي حط على كاهل موازنة تلك الأندية، فبعد ملايين الريالات التي صرفت على إنشاء تلك الأندية بدأت تلوح في الأفق مشكلة أخرى وهي الموازنة التشغيلية لهذه المباني الضخمة التي لن تجذب المثقفين والأدباء بجمالها ورونقها ما لم يقترن ذلك الجمال بفعاليات جاذبة ومناشط نوعية. عبء المقرات والشراكات الفاعلة بعد تدشين مقر نادي الحدود الشمالية الجديد، استشعرنا عبء المقر وغياب الدعم ولكننا نتفاءل خيرا بما نراه من إقبال من المؤسسات والإدارات للاستفادة من هذه الإمكانات مما يمهد الطريق لشراكات فاعلة تعود بالفائدة على كل الأطراف المستفيدة أفرادا وجماعات، فربما ستساعدنا المباني الجديدة بمد جسور التعاون مع الإدارات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى، لكنها كذلك ستشكل عبئا كبيرا على موازنات الأندية بسبب الصيانة والتشغيل. والمباني الحديثة لن تعيد المثقفين والأدباء للأندية الأدبية بل تعيدهم الرغبة المشتركة لدى الطرفين بتفعيل دور الأندية من خلال مشاركاتهم بأنشطة النادي والتفاعل معها وتسجيلهم كأعضاء عاملين لهم الحق في رسم سياسة النادي ومحاسبة أعضاء مجلس الإدارة. ماجد المطلق رئيس نادي الحدود الشمالية
ربما ستظل جدرانا صامتة أنجزت أو ستنجز الأندية الأدبية مقارها لتكون مؤسسات ثقافية ذات فعل حضاري، وهذه المباني الجديدة والمكتملة يمكنها أن تكون جسورا للعبور نحو آفاق ثقافية أوسع وأرحب إذا ما تم دعم الأندية بسخاء، وإلا ستظل مباني خراسانية لا تنطوي على مضمون ثقافي، وإذا لم يتحسن دعم الوزارة للأندية ستبقى المعونة الضئيلة عاجزة عن تلبية طموح المنتسبين للثقافة. فحينما يصمد أي ناد أدبي أمام التحديات ويحقق الحلم بإنجاز مبنى يليق بالثقافة فإن ذلك يمثل عملا جبارا حققه النادي رغم الصعوبات، بيد أنه سيواجه مشكلة كبيرة وهي كيف يجني ثمرة العمل المشترك؟ هل سيتمكن القائمون عليه باستثمار هذا المبنى بالعمل الثقافي الثري والمتنوع، أو أن النادي سيرزح تحت أعباء الديون التي تشل تفكير وحركة من يدير هذه المؤسسة. الدكتور حمد السويلم رئيس نادي القصيم الأدبي
بيئة جاذبة للإبداع الدعم سيأتي وسيكفي المبنى الحديث سيكون بيئة جاذبة ومناسبة ومهيأة لتقديم المزيد من الأنشطة المتنوعة والملائمة، ولن يكون المبنى عبئا بل على العكس سيصبح حافزا على الحضور والعمل بما يحويه من مرافق وتجهيزات مساعدة، والدعم سيأتي وسيكون كافيا، ورسالة وأهداف الأندية الأدبية الثقافية واضحة، والمثقفون والأدباء شركاء أساسيون وعنصر فاعل في التخطيط للفعاليات التي تقام في النادي، ودائما يتم التواصل والتخاطب مع مثقفي المنطقة وأدبائها ودعوتهم للمساهمة باقتراحاتهم، وبالطبع تنفيذ الفعاليات في مقرات مهيأة أفضل بمراحل من تقديمها في مقرات مستأجرة. فهد التميمي المتحدث الرسمي لنادي حائل الأدبي. المبنى لا يعيد المثقف أتمنى أن تكون المباني الحديثة محفّزا لإقامة أنشطة وبرامج نوعية في الأندية التي تمكنت من إنجاز مقرات جديدة مهيأة، وإلا ما قيمة هذه المباني التي صرفت عليها ملايين الريالات إذا لم تستثمر فيما هو أفضل وما يمكن معه تقديم أنشطة وبرامج تتوافق وهذه الإنجازات المعمارية الضخمة. أما كيف نعيد المثقفين والأدباء للأندية الأدبية؟ فليس عن طريق المبنى الحديث ولا عن طريق نوعية الأنشطة، فالمثقف والأديب هو من يصنع الأنشطة النوعية وهو من يسهم في نجاح النادي بحضوره ومشاركته وآرائه ونقده للسلبيات وليس المقاطعة، وأي مجلس إدارة ليست لديه عصى سحرية يستطيع بها إحضار المثقف والأديب للنادي، النادي مشرع الأبواب للجميع وهو للجميع وليس حكرا على أحد لا مجلس إدارة ولا غيره، وأنا أقول إن نادي الأحساء الأدبي نجح في تعامله مع جمهوره عندما أسس خيمة ابن المقرب العيوني الثقافية لتكون مكانا للأدباء والمثقفين يجتمعون فيها في مسامرات ثقافية هادفة ليقولوا رأيهم في برامج النادي. ظافر بن عبدالله الشهري رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي