من الواضح جدا أن هناك استشعارا من قبل جميع مسؤولي الدولة بأهمية السلامة المرورية. وهنا في المنطقة كان التحرك كبيرا لتشكيل لجنة السلامة المرورية برئاسة سمو الأمير سعود بن نايف وعضوية جميع الإدارات المعنية، بالإضافة لجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل والغرفة التجارية والهيئة الملكية وارامكو. ناهيك عن تبني ارامكو لكرسي السلامة المرورية. نعلم جميعا أن هناك أسبابا كثيرة للحوادث المرورية سنتحدث عنها لاحقا، لكن هندسة الطرق تبقى إحدى المصائب التي لا يتطرق لها غالبية الناس. فمعظم الأخطاء التي نراها في المخططات القديمة، نراها تتكرر في مداخل المخططات الحديثة ومخارجها، مما يساهم في زيادة أعداد الحوادث المميتة. عندما بحثت في اقسام الكليات الهندسية بالمملكة، لم أجد تخصصا لهندسة النقل والمرور إلا في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل بالدمام والتي تفاعلت مع الخطة الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، وكذلك مع مخرجات الملتقيات الثلاثة والتي نظمتها الجامعة، وقامت بدراسة الجدوى الاقتصادية وافتتحت قسما لهندسة النقل والمرور كأول جامعة في المملكة. لكن المشكلة أنه وحتى الآن لم يتخرج منها أحد، ومن المتوقع أن تتخرج أول دفعة منتصف السنة القادمة. تصوروا أن كل المهندسين العاملين في البلديات وإدارات الطرق مهندسون مدنيون، وبعضهم حصل على دورتين فقط للنقل، وهذا لا يكفي لتدريب المهندس الذي سيدرس المخططات ويراجع أنظمة السلامة المرورية ويشرف على تنفيذ المشاريع. وأمام هذا الخلل الفني في ظل احتياجات الجهات الحكومية، فإن فتح أقسام متخصصة في النقل والسلامة المرورية في كافة الكليات الهندسية، بات أمرا غير قابل للتأجيل، ناهيك عن ضرورة تأهيل المهندسين المدنيين العاملين في إدارات الطرق بوزارة النقل والأمانات والبلديات ممن يعتمدون المخططات الحديثة، تأهيلا كافيا لتفادي تلك الأخطاء القاتلة.. ولكم تحياتي.