فجعت الأوساط البحرينية، أمس الأحد، بارتكاب مجهولين جريمة اغتيال للضابط في «جناح الأثر» الملازم أول هشام الحمادي، بأربع رصاصات، في منطقة «بلاد القديم»، فيما أعلنت منظمة إرهابية تسمى نفسها «سرايا الأشتر» المدعومة إيرانيا وتنفذ أوامر الحرس الثوري الإيران، مسؤوليتها عن جريمة الاغتيال. إلى ذلك، تواترت عدة أنباء عن نية السلطات البحرينية ترحيل المتهم بإلإرهاب عيسى قاسم ممثل ولاية الفقيه في مملكة البحرين، من المنامة إلى عاصمة نظام إيران. وأصدرت وزارة الداخلية البحرينية بيانا نعت فيه الشهيد الملازم أول هشام حسن محمد الحمادي، الذي استشهد في منطقة «بلاد القديم»، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية انتقلت إلى موقع الحادث، وباشرت إجراءاتها القانونية المقررة، وتم إخطار النيابة العامة بالواقعة، حيث تشير المعطيات الأولية إلى انه عمل إرهابي، ولم يكن الحمادي في ساعات عمله. وقدم وزير الداخلية، نيابة عن منتسبي الوزارة، التعازي لأسرة الشهيد ولكافة أبناء الوطن، سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. ونعى وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الضابط الشهيد، وغرد في تويتر قائلا: «رحم الله الشهيد الملازم أول هشام بن حسن الحمادي. اللهم تقبله عندك مع النبيين والصديقين والشهداء». الرقم 20 وعثرت القوات الأمنية على جثة الشهيد المغدور في إحدى مزارع المنطقة، فيما لم يكن أثناء أداء مهمته حينها، وطوقت القوات الأمنية المنطقة بحثا عن المشتبه بهم في تنفيذ العملية الإرهابية. والملازم الحمادي هو الشرطي رقم 20 في سلسلة العمليات الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن من مجموعات إرهابية مرتبطة بإيران تمويلا وتدريبا وتسليحا، إلا أنه الحادث الرابع من نوعه الذي يتم استخدام الرصاص الحي من بنادق كلاشينكوف ضد رجال الأمن. وبحسب البيان الصادر مما تسمى «سرايا الأشتر» المسؤولة عن عشرات العمليات الإرهابية من تفجير وقتل لرجال الأمن، فإن الجريمة التي تمت بإطلاق النار تاتي بعد أحكام بالإعدام ضد ثلاثة إرهابيين أدينوا بقتل ثلاثة من رجال الشرطة بينهم الضابط الإماراتي طارق الشحي. وسرايا الأشتر إحدى المجموعات الإرهابية التي يتدرب قادتها وكوادرها في إيران، وألقى القبض على العديد من كوادرها، من بينهم المطلوب أمنيا والهارب من «سجن جو» والمحكوم بقضايا تصل إلى أكثر من 170 سنة «رضا الغسرة». ونفذت هذه المجموعات الإرهابية العديد من الأعمال ضد رجال الأمن، وهي مسؤولة عن مقتل أربعة منهم على الأقل، فيما ارتكبت عدة أعمال إرهابية أحدها هجوم على مسجد في منطقة الرفاع، بتفجير سيارة مفخخة. ومن المتوقع أن تكون الأجهزة الأمنية البحرينية في حالة حذر، في الأيام القادمة، لمواجهة أية اضطرابات أو مهددات للاستقرار، إذا ما تقرر ترحيل عيسى قاسم. السرايا الإرهابية تنظيم «سرايا الأشتر» الإرهابية في البحرين، كان قد تبنى هجوما وقع 15 يناير، في منطقة بني جمرة وأسفر عن إصابة رجل أمن . وفي سياق ذلك، ومن وكره في الخارج، قال مرتضى السندي عضو الهيئة المركزية في «ميليشيا الوفاء»، التي تمثل الواجهة السياسية للحركات الإرهابية البحرينية التي ترعاها إيران، في تصريح لوكالة تسنيم الإيرانية: إن جرائم اغتيال الشرطيين في البحرين تفتح مجالا لما قال إنه «الخيارات المسلحة داخل البحرين». يذكر أن أول ظهور لتنظيم الأشتر الإرهابي في البحرين كان في بداية 2012، بعد تأسيسه على يد إرهابيين بحرينيين هاربين إلى إيران هما أحمد يوسف سرحان وجاسم أحمد عبدالله بعد التنسيق مع ميليشيا الحرس الثوري الإرهابي، لينطلق بعدها التنظيم في ارتكاب جرائمة، وأشهرها تفجير الدية بالعاصمة المنامة 2014، الذي تسبب في مقتل الضابط الإماراتي طارق الشحي إلى جانب رجلي أمن بحرينيين. والتنظيم مدرج على قوائم المنظمات الإرهابية في أكثر من دولة خليجية مثل البحرين والإمارات والمملكة والكويت، منذ 2014.