برأيي أن لحظات الصباح علامات فارقة في كل الأيام، ولهذا كان الهدي والسنن ببدء الصباح بدعوات الإيمان الكامل وإسناد الملك لله وحده، وكأنه جرس إشعار الروح بأنها وإن علت فإن هناك مرجعية أعلى، وأن أحدنا لا يملك أي شيء فالملك وحده لله. الصباح لا يختلف نحن من تختلف أمزجتنا، والدليل أنك تصحو أحيانا فتستلطف انعكاس أشعة الشمس على الجدران والنوافذ والمرايا، ولربما صفاء السماء أو برودة الجو وتحليق طائر اختار أن يتباهى أمامك، وتصحو في أيام أخرى وقد اخترت بنفسك أن تبدأ يوما عكرا بالصراخ والنرفزة وافراغ سلبيتك في كل شيء وشخص حولك، في الأخير هو اختيارك وأنت حر في نفسك لكنك لست حرا في ايذاء الآخرين وشحنهم سلبا دون سبب لا سيما الضعفاء من الناس. هذه الفئة السيئة الطباع ستستغل الحرارة لو كان الجو حارا كعذر، والصيام في رمضان، والزكام، وهفوات الآخرين، وكأنها تتصيد ما يخطر وما لا يخطر على البال لتبرير انفعالاتهم. نصحيتي انج بنفسك ولا ترتبط بهم وتنفس عبقا وعطرا وراحة بال بعيدا عنهم، وان كان أحدهم رئيسك في العمل فلا تحتك به ما استطعت لتغنم يومك ودقائقك ومزاجك. أنت بحاجة لأن تحب نفسك وأن تدللها وان تزرع الحب والتفاؤل والايجابية ما استطعت فيمن حولك، وان استصبت الفكرة فابدأ بنفسك. لو نظرت لقوس قزح فهو على جماله مائل، وهو اعلان السماء الحزين بانتهاء فترة المطر لكنه يسعدنا! ولو أمعنت النظر بالخيزران فهي لينة وقوتها في ليونتها، الشاهد لو كنا ندرك خبايا الأمور والبشر لأيقنا أن ما يحيط بنا من بشر وحجر يفوق ما نظن اننا ندركه، ولو كانت الكلمات من الأناقة والكماليات انصحك تبضع دوما ما ينقصك. بعض البشر طبعه مقدر ومحشوم وبعض البشر عيب عليك احترامه واللي ستر عيبه عن الناس بهدوم وش يستره لا صار عيبه كلامه