منذ سنوات تزيد على ثلاثة عقود من الزمن، كانت جدة عروس البحر الأحمر تتزين بأهم النصب الجمالية لنخبة من أهم الفنانين السعوديين والعالميين، وأصبحت من أهم المدن العربية جمالاً، وكان لعهد أمين أمانة جدة المهندس محمد سعيد الفارسي الدور الكبير في تجميل مدينة جدة، وبقي الحلم يحدونا نحو تجميل المدن في المنطقة الشرقية، وقد طرحت أمانة المنطقة الشرقية قبل سنوات عديدة مسابقة للمجسمات الجمالية، وأقيم معرض كبير لتلك المجسمات، شاركت فيه وزملائي، وكان قاب قوسين أن يتحقق الحلم، وبعد الانتهاء من المعرض اختفت الأعمال، واختفى معها الحلم. وعدنا من جديد نطرح آمالنا نحو تحقيقها، فأتت لنا فرصة ثمينة في مدينة الخبر، وفي مشروع سكني خاص، طُلب مني تقديم ثلاثين تصميماً لمجسمات جمالية، وعملتُ على هذا المشروع مع مهندس المشروع بحب، رغبةً منا في تحقيق حلم الفنانين في المملكة ومحبي الجمال، وبعد مضي ثلاثة أشهر من الحث والطلب للفنانين والمهندسين بتقديم مجسمات لهذا المشروع، لم يصل ما هو مأمول من الفنانين والمهندسين.. وانتهى الحلم. اليوم سيهات تعلن من جديد ولادة حملة بمسمى سيهات الجميلة، والتي تتضمن تنفيذ مجسمات جمالية في مداخل سيهات وميادينها العامة، وسوف نعمل جميعاً لتكون سيهات جميلة، ومدينة يشار لها بالبنان، وأجمل ما في الحملة هو أن أربعة شخصيات من رجال الأعمال في سيهات تبرعوا بتكلفة إنشاء المجسمات الجمالية، وبهذا سيكون تحقيق الحلم حقيقة، لأن أهم معوقات تحقيق الأحلام الدعم، وهذا يدعونا للفخر والاعتزاز برجالات سيهات المعطائين، وندعو جميع مدن المنطقة الشرقية أن تتخذ من سيهات نموذجاً لتزدهر مدننا وتبقى جميعها جميلة.