في وقت نزل فيه اكثر من مليوني شخص الى شوارع واشنطن ومدن امريكية اخرى، انضم اليهم متظاهرون حول العالم في «مسيرة النساء» المعارضة لترامب. وفي ذات التوقيت بدأت إيران في اطلاق تهديدات لثني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتخاذ خطوات ضد برنامجها النووي؛ فيما يوصف بأنها مناورة إيرانية لجعل ترامب يعمل على وقف أي اجراءات ضد الاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما. وقال رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي: ان بلاده قادرة على استئناف نشاطها النووي السابق سريعا، إذا ألغى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الأحد نقلا عن صالحي القول - في مقابلة تليفزيونية-: إن طهران «لا تريد تمزيق» الاتفاق، ولكن لو قام ترامب بذلك، فإن «إيران ستكون مستعدة للعودة سريعا إلى أنشطتها النووية السابقة». وكان الرئيس الأمريكي ترامب زار المقر العام لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، التي شن هجمات عليها قبل تنصيبه. واتهم البيت الأبيض من جانبه وسائل الإعلام بالتحكم في الصور لتقليل عدد الحشد، الذي حضر حفل تنصيب ترامب في هجوم جديد في إطار معركة تدور منذ فترة طويلة بين الرئيس الجديد والمؤسسات الإعلامية التي تغطي أخباره. وقال: إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ستكون أول زعيمة أجنبية تزور الرئيس ترامب. كما قال شون سبايسر المتحدث باسم ترامب في مؤتمر صحفي: إن ترامب سيجتمع بالرئيس المكسيكي في 31 يناير بعد أسبوع من إجراء محادثات ثنائية في واشنطن بين كبار مسؤولي الإدارتين. وذكر الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض أن ترامب ملتزم بإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وأنه سيتحرك للانسحاب منها إذا لم يتم التوصل «لاتفاق منصف». استمرار التظاهرات وفي واشنطن، اجتاحت تظاهرة ضخمة العاصمة، ونزل مئات الآلاف الى الشوارع حيث شلوا الحركة لساعات في وسط المدينة قرب البيت الابيض وفي متنزه المول المؤدي الى مبنى الكابيتول، حيث مقر الكونجرس. ورغم ان السلطات لا تنشر ارقاما عن المتظاهرين، قال منظمو مسيرة النساء في واشنطن لوكالة فرانس برس: ان عدد المشاركين بلغ المليون مع انضمام اعداد غفيرة من المحتجين الى المسيرات في كل انحاء البلاد. وشارك اكثر من نصف مليون شخص بحسب الشرطة السبت في تظاهرة بلوس انجلوس والعدد نفسه في نيويورك. ونظمت تظاهرات اخرى في شيكاغو ودالاس وسان فرانسيسكو وسانت لويس ودنفر ومدن كثيرة أخرى. وفي خطابات نارية، اكد المحتجون رفضهم لنهج الرئيس الجمهوري الذي تعهد بتغيير انجازات سلفه. وفي بوسطن، حيث تظاهر حوالي 175 الف شخص، انتقدت السيناتورة الديموقراطية اليزابيث وورن بشدة حملة ترامب القائمة على «مهاجمة» النساء والاقليات. وتظاهرات السبت تخطت الحدود الامريكية بعد ان اعلن المنظمون ان اكثر من 2.5 مليون شخص انضموا الى اكثر من 600 مسيرة نظمت في كل انحاء العالم. وجرت واحدة من اكبر المسيرات في لندن، حيث سار عشرات آلاف الرجال والنساء والاطفال. وطغى حجم حشود المتظاهرين في واشنطن على جموع مناصري ترامب، الذين اعتمروا قبعات حمراء كتب عليها شعار ترامب «سنعيد الى امريكا عظمتها!» خلال حفل تنصيبه. واكدت هيلاري كلينتون منافسة ترامب الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية، في تغريدة، دعمها للمحتجين في حين شارك وزير الخارجية السابق جون كيري في المسيرة. وشاركت مغنية البوب الشهيرة مادونا (58 عاما) في تظاهرة واشنطن موجهة سهامها الى الرئيس الجديد، وقالت: «نرحب بكم في ثورة الحب» داعية «الى التمرد، الى الرفض كنساء أن نقبل بهذا العهد الجديد من الاستبداد». البابا: دعونا ننتظر من جانبه، دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى التعقل في مواجهة «أجراس الإنذار»، التي دقت بسبب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وفي مقابلة أجرتها صحيفة «الباييس» الإسبانية مع البابا فرنسيس في الفاتيكان على مدار 75 دقيقة بالتزامن مع مراسم تنصيب ترامب في واشنطن ونشرتها امس الأحد، قال بابا الفاتيكان: «لا أريد أن أستبق الأحداث. دعونا ننتظر ونرى ما يفعل، لا يجب أن نكون منذرين بالكوارث». وردا على سؤال حول رأيه في «التوتر»، الذي يشهده العالم إزاء ترامب، قال البابا فرنسيس: «أعتقد أنه يتعين علينا أن ننتظر ونرى. لا أريد أن أحكم على الناس مسبقا. سوف نرى كيف يتصرف، وما يفعل، ثم أكون رأيي». وأضاف البابا إن: «الخوف أو الابتهاج المسبق بسبب شيء يحتمل أن يحدث، هو أمر غير حكيم في رأيي. سيكون ذلك مثل المتنبئين بالمصائب أو المكاسب». وكان البابا فرنسيس قد هنأ ترامب بتوليه مهام منصبه ووجه إليه كلمات تحثه على توسيع نظرته للقيم الإنسانية. خطوات العالم من جهة أخرى، تطرق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال اتصال هاتفي السبت بالرئيس الامريكي الجديد، الى اهمية التبادلات التجارية بين بلديهما، وذلك غداة حفل تنصيب دونالد ترامب. وقال ترودو في بيان: إنه جدد مع ترامب «التأكيد على أهمية العلاقات الثنائية بين كندا والولايات المتحدة، وناقشا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك». واوضح البيان ان الرجلين اتفقا على أن «يلتقيا قريبا»، مشيرا الى ان رئيس الوزراء الكندي «تحدث عن الطبيعة التكاملية للعلاقة الاقتصادية بين كندا والولايات المتحدة». وعلى صعيد متصل، ذكر مسؤولو الحكومة اليابانية أن مساعدين مقربين من رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الامريكي دونالد ترامب اتفقوا الاحد على العمل معا لتعزيز العلاقات الثنائية، طبقا لما ذكرته وكالة «كيودو» اليابانية للانباء. وقال مايكل فلين، مستشار الامن القومي لترامب لشوتارو ياشي، رئيس سكرتارية مجلس الامن القومي الياباني، خلال محادثة هاتفية: إن الرئيس الامريكي يتطلع للاجتماع مع آبي، حسب المسؤولين. وفي أول محادثة بين كبار المسؤولين الامريكيين واليابانيين، منذ أن أدى ترامب اليمين الدستورية قال فلين لياشي: إن إدارة ترامب تنظر إلى اليابان بوصفها حليفا مهما. واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد انه سيجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب للمرة الاولى منذ دخوله البيت الابيض. وقال نتانياهو في تصريحات في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته بثتها الاذاعة العامة: «هذا المساء، سأجري مكالمة هاتفية مع الرئيس ترامب حول مواضيع تتعلق بالفلسطينيين والوضع في سوريا والتهديد الايراني». واعتبر نتانياهو ان «وقف التهديد الذي يشكله الاتفاق النووي السيئ الموقع مع إيران لا يزال في طليعة الاولويات بالنسبة لدولة اسرائيل».