حيوان أليف يعيش بين ربوعنا وتعودنا وجوده دوما بيننا، ونعلم منذ الصغر انه من الحيوانات الطوافة بالبيت حتى يكبر بالسن فإما ان يرحل طوعا أو إجبارا من قِبل الأهل لعدم قدرتهم على التعامل مع الامراض التي ينشرها «حسب اعتقادهم طبعا» والحق انهم ملوا الرعاية له فآثروا إلقاءه خارج المنزل حتى يعيش بقية حياته وينتقل من حياة الرفاهية «التسدح والتبطح» والأكل في مواعيده مما لذ وطاب، إلى حياة التشرد والأكل من الحاويات والمشاكل اليومية ممن يفوقونه قوة حيث انهم عاشوا طوال حياتهم خارج المنازل وقاسوا جميع أنواع الصعوبات. بالطبع هذه الظاهرة تراها في جميع الدول العربية والأجنبية على حد سواء ولكن في الدول الأجنبية تكون لها ملاجئ ومن المستحيل ان تجد قطا او كلبا سائبا في الشارع فإما ان يكون بيد صاحبه او في الملاجئ الخاصة به والتي تحتضنه لمدة معينة، فإما ان يجدوا له صاحبا او يخضعونه للقتل الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله وليس كحياة القط لدينا نتركه يعيش هائما بالشارع حتى يموت. وللقط فوائد جمة ومن أهمها تنظيف المنازل من أي حشرة تدب على الارض كبيرة أو صغيرة فأي شيء يتحرك لن يفلت، ناهيك عن الفرحة التي يبثها حين اللعب معه، ومن اهم الامور التي يستفاد منها هي أنه يأكل جميع بقايا الطعام، سيخالفني البعض بأن القط لا يأكل إلا اللحوم، ولكن القطط أنواع وبعيني رأيت القط يأكل مما نأكل بل ان البعض يسلق له البيض في الصباح ليكون إفطارا مغذيا له. القط هو المعيار الاساسي لحفظ النعمة من عدمها والذي يريد ان يعرف كيف فليذهب إلى الأماكن التي يقطنها الاجانب والعرب الوافدون من اقطار عربية شقيقة، تجد القط يحوم حول الحاوية لا يكاد يلتقط انفه رائحة أي نوع من انواع الاكل أو الخضار او الفاكهة. واذهب إلى القطط التي تقطن الاماكن الاخرى والمعروف من هم سكانها لتجد القط ينام بالحاوية من ثقل معدته بل انه حتى يتخير أي حاوية يريد الذهاب لها وتجد المنازعات عليها لكثرة ما ألقي فيها من خيرات الله ونعمه الكثيرة. فتجد هذا متهاويا من الجوع والآخر مثقلا من وزنه. ما عساي ان أقول في هذا الأمر حين أرى ذلك وأرى أيضا شعوب العالم تموت من الجوع والألم والحسرة والمرض والبرد ونحن ما زلنا نجعل الحاويات تئن مما يلقى فيها وبالأخير نقول «ليس لدينا شيء». اتقوا الله في نعمه حتى لا تزول وابحثوا عن القطط لتعرفوا مدى أخطائكم في التعامل مع النعم.