ما أن أصبح الإرهاب يضرب بأطنابه في جميع أنحاء المعمورة، باستثناء الدول الراعية له مثل دولة ايران، ونظرًا لأن بلادنا من أكثر الدول تعرضا لهذا الارهاب، فقد حشدت المملكة لمحاربته الكثير من طاقاتها البشرية والمالية لتوفير جميع التجهيزات والمعدات لمحاربته، مما اكسبها خبرة متقدمة على الارهابيين، ما أفشل النسبة الكبيرة من تلك المحاولات الاجرامية. ففي المجال الدولي استضافت المملكة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة الرياض في عام 1425ه بمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية تتويجا لجهودها في محاربة الإرهاب بكل صوره على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي للقضاء على هذه الظاهرة، منطلقة من إيمانها بأن الإرهاب هو مشكلة عالمية خطيرة، يستوجب التصدي لها وتعاون جميع الدول وتضامنها وتضافر جهودها، كون الارهاب لا دين له ولا وطن. وحول محاربة (داعش) استضافت المملكة، رؤساء هيئة الأركان العامة للتحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب، لبحث رفع مستوى التنسيق بين ممثلي الدول المشاركة، في ضوء ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات متسارعة للوصول إلى إجراءات تخدم الأمن الإقليمي والدولي، وتعزيز جهود التحالف الدولي الذي حقق تقدماً ملموساً في الفترة الأخيرة في عملياته التي تستهدف شل قدرات التنظيم الإرهابي، ومن أهمها المشاركة في الجهود العسكرية من خلال هذا التحالف لاستهداف قدرات التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسوريا، حيث تعمل المملكة بشكل مستمر ووثيق مع التحالف لمواجهة التنظيم الإرهابي، ومع بقية دول العالم على مسارات أمنية وفكرية ومالية تهدف إلى تقويض قدرات هذه التنظيمات ومحاصرتها، وتجريم تقديم أي مساعدة لها. إن جهود بلادنا أصبحت واضحة للعيان، سبقت اكثر الدول تقدماً في ذلك، لان الإرهاب اصبح ظاهرة معقدة علاجها يقع على عاتق المجتمعات والحكومات، منفردة ومجتمعة، لمعرفة أسباب الظاهرة بشكل مفصل، ووضعها في إطارها الصحيح، بالتركيز على الوقاية، والعلاج، والرعاية التي تستهدف إعادة دمج الشباب الذين وقعوا تحت تأثير أصحاب العقول المنحرفة في المجتمع.