مَنْ ينظر ويتتبع المجتمع يجد أن هناك حالة استسلام جماعي وتنازلات أسرية في كافة مناحي الحياة، وكل يتصرف وينساق نحو عاطفته وأهوائه، وإذا سألت الواحد منهم: لماذا؟ لقال: كل الناس هكذا. ولقال: إن الزمن تغير. ومن أمثلة ذلك.. سهر الأطفال حتى الفجر ونومهم حتى ما بعد الظهر، وتنازل الأسر عن مقاومة هذه العادة السيئة، وإذا سألت أحد الوالدين لقال: ماذا أفعل.. كل الناس هكذا؟. مثال آخر.. إدمان الأطفال على الجوالات والأجهزة الذكية واللعب بها طوال اليوم دون وعي، وإذا سألت أحد الوالدين لقال: ماذا أفعل كل أطفال الناس هكذا؟. ويبقى السؤال: أين دور التربية في الأسرة؟ وأين ما يقدمه الآباء والأمهات لأسرهم من بث الوعي، ونشر المعرفة، وحسن التوجيه والرعاية؟ أين هذا كله إذا كان الإنسان يستسلم لقوة التيار الأهوج، الذي يحطم تلك القيم ويجرف كل شيء أمامه ويحرقه، فلنتدارك أنفسنا ونصلح مسارنا قبل أن تغرق السفينة.