يبدو أن الهيئة العامة للترفيه ستكون حديث هذا العام فعلا.. هذا الجهاز الفتي الذي لم يتجاوز عمره العام يواجه تحديات كبرى، هذه المرة ليست صعوبات بيروقراطية كما اعتدنا، إذ بات الإرهاص الثقافي والفكري سدا يعيق الهيئة من وضع عجلاتها على سكة الإنجاز. من الظلم البدء في إطلاق الأحكام على إدارة الهيئة لملفات طالما اعتبرها البعض تابوهات لا ينبغي المساس بها او حتى الإشارة لها بالإصبع، لا سيما وأن محاولة تغيير الأنماط الثقافية والسلوكية لمجتمع لن يتم بليلة وضحاها. تواجه الهيئة استحقاقا تاريخيا في إعادة صياغة المشهد الثقافي والاجتماعي، واستثمار هذا المشهد في محصلته النهائية ليكون فعلا استراتيجيا في نمو الاقتصاد الوطني يسهم في توطين حصة وازنة من فاقد يقدر ب 100 مليار ريال سنويا ينفقه السعوديون في رحلاتهم الترفيهية خارج وطنهم، وكذلك صنع وجهات جديدة تستقطب العائلات والشباب والفتيات وتوفر الآلاف من فرص العمل وتسهم في صقل وإبراز مهاراتهم في مجالات عدة. في هذه الاثناء.. يتداول البعض بتندر قصاصات ورقية من حقبة الستينات حين كان ركوب الدراجة الهوائية أو ما سمي حينها لدى البعض «حصان إبليس» لا يتم إلا بترخيص رسمي، وما تبع ذلك من ظواهر اجتماعية غريبة تمثلت في منع بعض الأهالي ذهاب بناتهم للمدارس والبعض الآخر حرم ركوب الطائرة والتصوير ولاحقا تحريم التلفزيون والأطباق الفضائية والجوال وابتعاث الطلاب وغيرها، وكانت هذه الظواهر الشاذة تتلاشى بالتطور الطبيعي للفكر المجتمعي وتفاعل الانماط الثقافية معها. الأمر لا يتعلق فقط بملف «دور السينما» بمقدار رمزيتها، إذ ينبغي على هذا الجهاز اتباع استراتيجيات ذكية ومرنة تتفادى التصادم مع الكتل الاجتماعية الأصعب قابلية للتغيير، كما انه من الضرورة بمكان على مسئوليها نبذ ثقافة الإحباط والفشل، ولو كنت مكان رئيس الهيئة أحمد الخطيب لوضعت صورة ذلك «السيكل» في برواز فاخر خلف مكتبه لتكون حافزا ودافعا لطاقمه الجديد..!