فرح السودانيون أخيرا، بقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية رفع العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على بلادهم، وسبق أن تعالت الأصوات في الفترة الأخيرة بأن السودانيين هم مَنْ دفعوا ثمن هذه العقوبات وليس حكومتهم. ومنذ العام 1997 تفرض واشنطن عقوبات اقتصادية صارمة على السودان، شملت قائمة طويلة من الصادرات والواردات وقيّدت التحويلات المالية منه وإليه. وقبل أن يغادر البيت الأبيض حسم الرئيس الأمريكى باراك أوباما الأمر الجمعة، معلنا رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، مشيرا الى تطورات «ايجابية» من جانب الخرطوم حدثت خلال الاشهر الستة الاخيرة. جهود خادم الحرمين لكن العامل الحاسم في رفع العقوبات الجزئي عن السودان، كان بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو ما صرح به أكثر من مسؤول سوداني. وأجرى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله اتصالاً هاتفياً الجمعة بالرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، هنأه خلاله بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لفخامته، كما هنأه رعاه الله بقرار رفع بعض العقوبات الأمريكية عن السودان. وعبر الرئيس السوداني عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على مشاعره الأخوية، وللمملكة العربية السعودية للجهود التي قامت بها في هذا المجال لدعم رفع العقوبات. الى ذلك عبر أكثر من مسؤول سوداني عن امتنانه لجهود المملكة في رفع العقوبات الأمريكية عن بلادهم، حيث استفاد السودان الذي عاد لحظيرته الإقليمية والعربية عبر تمتين علاقاته بالمملكة ودولة الإمارات وغيرهما من دول الخليج العربية في مقابل تخليه عن علاقاته السابقة مع النظام الإيراني الدولة الراعية والداعمة للإرهاب الدولي. خروج إيران لا يزال صدى تصريح سفير خادم الحرمين الشريفين في الخرطوم السفير فيصل معلا، يتردد، في أسماع كل من أرهقه الحصار الأمريكي غير المبرر، وذلك بعدما تحدث سفير المملكة لدى السودان عن مساع تبذلها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع دول الخليج العربي، لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان. وما كان لمثل هذا التصريح أن يصدر قبل سنوات تحسب بأصابع اليد الواحدة من دبلوماسي سعودي، حيث كان السودان بعيدا عن محيطه، قريبا من إيران التي لم يكسب منها شيئا وفقا لمراقبين سودانيين، عدوا هذه العلاقة غير ذات جدوى، وتسير عكس المصالح الإستراتيجية للسودان البلد الغني بموارده، وعمقه الإستراتيجي في القارة الأفريقية، حيث خلقت علاقة هذا البلد العربي بإيران، حالة شائهة ضد حقائق الجغرافيا والتاريخ والعلاقات العربية - العربية وامتدادها الإسلامي، فإيران كانت تعمل وفقا لمصالح ذاتية غير عابئة بمصالح السودان، حيث أرادت الاستفادة من هذا البلد المهم في نشر التشيع والطائفية، وذلك بما يتنافى وطبيعة تكوين الشعب السوداني، بالاضافة لذلك عملت إيران على الاستفادة من موقع السودان المهم في نشر التشيع إلى افريقيا، وعمدت إلى محاولة تعميق العلاقات العسكرية بحيث تستفيد من هذه الحالة تنظيماتها الإرهابية عبر العالم، في المقابل لم يستفد السودان من إيران شيئا، بل على العكس كما يقول المراقبون إن هذا البلد خسر من تلك العلاقة كثيرا. وحسم السودان موقفه الإستراتيجي عبر تعميق علاقته التاريخية مع المملكة وبقية دول الخليج العربي، ويعتقد محللون سودانيون أن مشاركة الخرطوم في عاصفة الحزم مثلت البداية الصحيحة. قطف الثمار ويرى مراقبون سودانيون أن السودان قطف ثمار علاقته الاستراتيجية مع المملكة، التي أثمرت جهودها أخيرا برفع العقوبات الأمريكية، مع وعد سعودي بإكمال المشوار إلى نهايته، وهذه الجهود بدأت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث استكملت بلقاء وزيري خارجية البلدين في المغرب قبيل القمة العربية بموريتانيا، وتكللت نتائجها بالنجاح حينما أمسك بملفها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي حسمت جهوده واتصالاته مع المسؤولين الأمريكيين والذي بدأها قبلا، في الرياض قبل عامين من الآن. من ناحيته، قال الرئيس السوداني عمر البشير: إن القرار الأمريكي برفع العقوبات عن السودان إيجابي وسنمضي نحو بناء علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة. ووجه البشير خلال لقائه السبت باللجنة المكلفة بالحوار مع امريكا والتي تضم وزارات الخارجية والدفاع والأمن والمالية وبنك السودان والرعاية الاجتماعية، باستمرار عمل اللجنة مبرزا أن القرار يأتي والسودان يكمل مسيرة الحوار الوطني ، ويتجه لتكوين حكومة وفاق وطني .