نشر بيل جيتس، مؤسس شركة ميكروسف، والثري الأمريكي المعروف في مدونته المسماة ب Gatesnote، قائمة بخمسة كتب هي المفضلة لديه في العام المنصرم 2016. تتفرق موضوعات الكتب بين الرياضة، وعلم البيولوجي الوراثي، والطاقة، والسيرة الذاتية، والسياسة. ولم يكتف بأن قرأها فقط، بل علق عليها، بشكل لافت يدل على ذائقة متميزة وقدرة لافتة على التحليل، مبينا الأسباب التي من أجلها اعتبرها افضل الكتب بالنسبة له. ووضع رابطا لمرجعاته المطولة للكتب! الكتاب الأول، عن لعبة التنس قال عنه ممتدحا أسلوب الكاتب: «إن ديفيد فوستر واللاس (المؤلف) مثل فنان يقترب من قماشة الكنفاس بألوان قد استخدمها الجميع من قبله، ثم يرسم بها لوحة فنية خلاقة برؤية جديدة» الكتاب الثاني، يتحدث عن الطاقة! لعالم الأنثروبولوجيا (كرتشن بيك) بعنوان الشبكة. كتب عنه ما يلي «إن لم تفكر يوما في كيفية وصول الكهرباء الى منزلك، فإن هذا الكتاب سيلفت انتباهك إلى أن ذلك الأمر يعتبر من أهم الاختراعات التي حققها المهندسون في العالم الحديث، وكم هو من التعقيد بمكان استبدال الطاقة الحالية بطاقة نظيفة في المستقبل القريب» الكتاب الثالث اسمه (كلب الحذاء) وهو سيرة ذاتية ل(فيل نايت) مؤسس شركة نايكي للمستلزمات الرياضية Nike. يحكي قصته عندما استعار من أبيه 50 دولارا ليؤسس شركته التي أصبحت علامة تجارية فارقة. يعلق بيل جيتس على الكتاب بأنه «تذكير أمين بأن الأخطاء ضرورية للنجاح في عالم الأعمال»، ويكمل: «لقد باح مؤسس شركة نايكي عن ظروف صعوده بشكل لا يحبه الكثيرون من المديرين التنفيذيين، لكنه كان صارما مع نفسه ومع إخفاق البدايات» وامتدح إظهار الكاتب نفسه على أنه إنسان قابل لارتكاب الأخطاء. الكتاب الرابع هو كتاب سياسي للعالِم السياسي أريك براون عنوانه الزعامة السياسية في العصر الحديث. قال معلقا عليه: «بينما تنحو الكتب السياسية نحو تقصي حياة الزعماء السياسيين من الصعود حتى السقوط، نجد اريك براون يستخدم طريقة جديدة في تصنيف الزعامة السياسية مستخدما الدوافع الذاتية للزعيم، وسلوكياته المسؤولة عن تحقيق التقدم في العالم أو التسبب في معاناته» الكتاب الأخير في القائمة كتاب علمي بيولوجي، عنوانه الجين- تاريخ من الحميمية، للطبيب الهندي الأمريكي سيدارثا مكورجي، يتحدث فيه عن الجين الوراثي وإمكانية توظيف ذلك الفتح العلمي في معالجة الأمراض الوراثية، وتحسين النسل البشري والأسئلة الأخلاقية التي يطرحها. لم تكن تلك الكتب هي الكتب الوحيدة التي قرأها بيل جيتس لكنها كما أسلفنا الأهم، فهو يقرأ كل أسبوع كتابا! فقد قال مرة في هذا الشأن إنه حتى لو كان جدوله مكتظا لا يسمح له بالقراءة كرجل أعمال يتابع ساعة بساعة مستجدات التقنية، إلا أنه يحاول اقتطاع ما يمكن من وقته لممارسة القراءة، فقراءة الكتب، كما يقول، هي وسيلته للاطلاع على المواضيع المستجدة في العالم. تنويه أخير، أرجو ألا يساء فهم الغرض من هذه المقالة فيقارن بيل جيتس بأثريائنا، فلا يبدو أن هناك وجها للمقارنة، قارنوه بمثقفينا!.