بدأ معرض الرياض الدولي للكتاب. وهو من أفضل وأهم المعارض على الإطلاق في العالم العربي. من المثير للبهجة أن تتسوق العائلات الكتب وكأنها تتبضع من مجمع تجاري أو سوبرماركت كبير.. يجُروّن العربات وقد مُلئت بما لذ وطاب من الكتب العظيمة التي تغذي الفكر و تمتِّع الروح وتنعش الفؤاد، و تضيف المعلومة. القراءة حياة، حتى لا أكون مبالغاً عندما أقول إن القراءة هي الحياة. المعرض يُعَلِّمنا أن شراء الكتب لها متعة لا تعدلها متعة، حين تقتني هذا الكتاب أو ذاك لغرض القراءة أو البحث أو حتى لغرض المتعة. صحيح أنه ليست كل القراءات مفيدة ولا يجب أن تكون كذلك، فثمة نوع من القراءة مهمل ولا ينتبه إليه وهو صنف "القراءة للمتعة". المتشمّسون على الشواطئ أو في المسابح يقرؤون للمتعة. ليس شرطاً أن يكون من أمسك كتاباً وهو يتشمس على ضفاف بركة سباحة ليقرأ رواية لدان براون أو باولو كويلو، ناقداً ثقافياً، أو أن يقرأ ليلقي في الغد محاضرةً في النادي الأدبي. هؤلاء يقرؤون للمتعة وربما نسي مضمون الكتاب من الغد وهذا لا أعتبره عيباً بتاتاً. اقرأوا للمتعة وإن استفدتم فهذا خير وبركة. القراءة للمتعة سيسهّلها معرض الرياض للكتاب. من الكتب المهمة التي تعلمنا معاني القراءة كتاب لألبرتو مانغويل بعنوان "تاريخ القراءة" يقول فيه:" تأتي أهمية القراءة من داخل كل قارئ، مما يؤدي إلى إثراء الخيال، أهمية القراءة تأتي من داخلنا وكثرتها تؤدي إلى إثراء خيالنا، وقد أنشئ فن الرواية قبل قراءته، من خلال التأمل في الكون من حولنا ووضع اللغة في محتوى ملموس ولدى كل شخص من الخبرة الذاتية ما يجعله يتفاعل مع ما يقرأ، فمثلا سؤال هاملت "أكون أو لا أكون" يصبح تساؤلا يسأله القارئ لنفسه، ويطرحه بصيغه أخرى"! كلام هذا البرفسور الأرجنتيني يركز على القراءة في إطار التنوع. القراءة ليست كلها فائدة أو ممارسة للبحث بل يمكننا أن نجعل القراءة للمتعة مثل الأكل والشرب وبقية الملذات. بآخر السطر هنيئاً للرياض بهذا المعرض، فلنشتر ولنستمتع بما نقرأ، فالقراءة رحلة في عقول الآخرين، وسفر في أزمان الغابرين.