القيمة الأساسية في عملية الياسمين التي انتهت بهلاك اثنين من الإرهابيين هي أن عناصرنا الأمنية في كامل جاهزيتها للتعامل مع الإرهاب في أي زمان ومكان داخل حدود بلادنا، بحيث لا يمكن لأي إرهابي التفكير في المساس بأمن الوطن والمواطن لأن هناك أبطالا قادرين على الحسم، ونضيف الى ما حدث في تلك العملية من قيم تلك البطولة التي جعلت من العريف جبران عواجي، أيقونة ونموذجا مشرفا لكل العناصر الأمنية التي تمتلك أعلى معايير الشجاعة والقدرات الذهنية في التعامل مع الطوارئ. مقطع الفيديو الذي تداولته ونشرته وكالات الأنباء العالمية للبطل عواجي وقضائه على الإرهابيين الخطرين، قدم شهادة إثبات لكفاءة رجل الأمن السعودي، وأن التنظيم الأمني الذي يتعامل مع الإرهاب والإرهابيين يملك كل المقومات التي تمنحه خيارات واسعة في القضاء على الإرهاب ومكافحته، خاصة وأن الحالة كانت دقيقة وسط حي سكني، ولم تتطور الى تفجيرات كان يمكن أن يلجأ اليها الإرهابيون لخلق فوضى تسمح لهم بالتسرب وسطها، ولكن ذلك لم يكن متاحا لأن الحساسية الأمنية العالية حددت الهدف بدقة وحصرت الخسائر في أهدافه الإرهابية فقط فكانت النتيجة هلاكهما، وحفظ أمن الأهالي. ما حدث يرتفع بالقيمة الأمنية والدور الأمني لأجهزتنا، ويؤكد للعالم كثيرا من المعاني التي تتعلق بمحاربة الإرهاب، وأن المملكة قطعت أشواطا ضوئية متقدمة على أجهزة العالم في هذا المجال، وذلك أمر ليس غريبا على بلادنا منذ أطلقت جهودها في محاربة التطرف والإرهاب وأنشأت المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، والآن دعت لإنشاء التحالف الإسلامي لمحاربته، وذلك أمر يضعها في مرتبة أمنية وإنسانية وفكرية متطورة تؤهلها لعملية قيادة أي جهود دولية في هذا المجال، فنحن أمام واقع تأكد فيه أن بطولات أبنائنا أسمعت العالم بأسره عن شجاعتنا وخدمتنا للإنسانية وتقديم درس في الفداء من أجل الأوطان. من المهم أن تقود المملكة التحالفات الدولية للإرهاب لأنها الأجدر تنظيما ونظاما وكفاءة قتالية ورصدا معلوماتيا وتحليليا وكل ما يتعلق بالعملية الأمنية التفصيلية في تتبع حركة الإرهاب والإرهابيين، وطالما أن لدينا رصيدا أمنيا كبيرا في هذا السياق فإننا نستحق أن نكون قادة الحل، وبطولات عواجي والشراري وتلك المنظومة الفريدة من الأبطال والتي تأتي في سياق ذلك النظام الأمني الذي وضع حدا بصورة نموذجية لعمليات الإرهاب في بلادنا منذ أكثر من عقدين لم ينجحوا خلالها في مساعيهم التخريبية وتمت مطاردتهم خارج الحدود في عمليات تنسيق مع الأجهزة الأمنية للدول الصديقة والشقيقة لأن فكرة الأمن في الإطار الإرهابي تكاملية وتتطلب جهدا متعاونا بين الدول. من حقنا أن نفخر ببطولة عواجي لأنه أحدنا ويمثلنا ويمثل كل بطولة داخل أي وطني غيور على وطنه ودينه ومجتمعه، وهؤلاء لهم الدور الكبير في استقرار أمننا وحفظه، فلهم منا التحية والتقدير، وكل تعاون من أجل سلامة بلادنا وأمنها، وحتى لا يجد إرهابي واحد مكانا آمنا وسطنا، وما تم تسطيره من فدائية وبطولة في الياسمين يظل نموذجا ومثالا ورسالة للعالم عن قدراتنا وخبراتنا وشجاعة أجهزتنا الأمنية وإصرارها على دحر الإرهاب والإرهابيين.