بغض النظر عن حجم التجاوز الذي قد يرتكبه شاعر دون سابق إنذار من خلال كلمة قصيرة قد يلقيها على منبر الأمسية قبل البدء في إلقاء قصيدته أو من خلال القصيدة نفسها فإن اغلب الشعراء يرون في أنفسهم لسان حال الشعب، وأن من واجبهم الرد على أصحاب الآراء والأفعال الغريبة التي تثير الناس، وتكون مثار جدل واسع من خلال الإعلام، في أي مجال أو أي موضوع كان، والأمثلة كثيرة على ذلك منذ سنوات. وانا لست ضد توجّه الكثير من الشعراء في الكتابة والرد «بأدب وعقلانية وإيضاح للأمور» على مَن يسعى للبحث عن الأضواء من خلال طرح أفكاره الخاطئة أو الغريبة على مجتمعنا بين وقت وآخر، إضافة إلى أنني أعتقد أن الكثير من الضحايا الذين نالتهم القصائد التي تستنكر ما يقومون به قد وضعوا أنفسهم راضين في مثل هذا الموضع من خلال أقوالهم أو أفعالهم التي يتضح أنهم بحثوا من ورائها عن الشهرة. ولكن هذا الأمر جعل بعض الشعراء يستغل منابر الأمسيات والمهرجانات الشعرية لتحقيق شهرة جماهيرية في أوقات سابقة، هاجم بقصائده الأشخاص الذين يعتقد أن الجمهور غير مقتنع بما يطرحونه من آراء، وبعد أن حقق ما يريد من شهرة مضت السنوات لتكشف حقيقة أفكاره، في مثل هذا الموضع من خلال أقوالهم أو أفعالهم التي يتضح أنهم بحثوا من ورائها عن الشهرة. ولذلك فمع كثرة التجاوزات التي شاهدناها وسمعنا عنها خلال السنوات الأخيرة فإنه لو قامت كل إدارة مسؤولة عن مهرجان شعري بأخذ مبدأ الاعتذار بشكلٍ جدي واعتذرت عن كل تجاوز قد يصدر من أي شاعر مشارك تجاه شخص آخر لاضطرت غالبية اللجان المسؤولة عن تلك المهرجانات ان «تطبع» خطابات اعتذار جاهزة قبل أن يبدأ المهرجان لا ينقصها إلا اسم من تمت الإساءة اليه!! فتجاوزات بعض شعراء النبط كثيرة جدًا، ولم نعهد الاعتذار من قبل إلا في حدودٍ ضيقة جدًا.