كشفت مصادر مطلعة ل«اليوم» عن أن الإرهابي «رضا الغسرة» أرسل رسائل تهديد بطرق مختلفة إلى مدربيه في طهران؛ بأنه سيدلي بمعلومات هامة عن قائمة لإرهابيين ممن تم تدريبهم في إيران والعراق، وأماكن معسكرات التدريب، إضافة إلى طرق تهريب الأسلحة إلى البحرين. كما أشارت ذات المصادر عن تورط الحرس الثوري الإيراني بعملية تهريب «محكومين من سجن جو المركزي» يوم الأحد الماضي، مشيرة إلى أن القنوات وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية تابعت الخبر، منذ اللحظة الأولى للعملية وحتى قبل الإعلان الرسمي، ومجدت الحادثة. وأشارت المصادر إلى احتمالية هروب المحكومين إلى خارج البحرين عن طريق البحر، فيما لا تزال قوات الأمن البحرينية تفرض طوقاً أمنياً على العديد من المناطق، وتفرض نقاط تفتيش أمنية. وقالت وزارة الداخلية أمس الأول، في تغريدات متأخرة ليلاً: إن مركز الإعلام الأمني تابع ما بثته قناة «أهل البيت» المدعومة من إيران، التي أكدت أن العملية الإرهابية التي تعرض لها «مركز الإصلاح والتأهيل» بمنطقة جو، قد تمت بنجاح، الأمر الذي يمثل دعماً إيرانياً واضحا وارتباطاً مباشراً بالأعمال الإرهابية وإصراراً على التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء لم تؤكدها أو تنفيها السلطات البحرينية عن إلقاء خفر السواحل القطري القبض على 4 من الهاربين، بحسب تغريدات للفريق المتقاعد ضاحي خلفان مدير شرطة دبي السابق. بداية القصة والحدث وفي وقت متأخر من مساء الأحد، أعلنت وزارة الداخلية عن أن مجموعة إرهابية مكونة من 4 إلى 5 عناصر نفذت هجوماً مسلحاً باستخدام بنادق أوتوماتيكية ومسدسات على مركز الإصلاح والتأهيل في (جو)؛ حوالي الساعة الخامسة والنصف صباح «الأحد»، أسفر عن استشهاد الشرطي «عبدالسلام سيف أحمد» وإصابة آخر إصابة متوسطة، وذلك أثناء التصدي للعناصر الإرهابية، كما أسفر الحادث عن هروب «10» من المحكومين في قضايا إرهابية. وأصدر وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الواقعة، وفور وقوع الحادث باشرت الأجهزة الأمنية المختصة إجراءاتها في الموقع وحوله والطرق والمنافذ المؤدية إليه، وإخطار النيابة العامة. وأعلنت الداخلية عن أسماء المطلوبين الهاربين وهم: أحمد محمد صالح محمد الشيخ «26 عاما» محكوم ب73 سنة. عمار عبدالله عيسى عبدالحسين «28 عاما» محكوم بالمؤبد بالإضافة إلى سنتين. محمد إبراهيم ملا رضي آل طوق «26 عاما» محكوم ب28 سنة. حسن عبدالله عيسى عبدالحسين «24 عاما» محكوم بالمؤبد. عيسى موسى عبدالله حسن «24 عاما» محكوم بالمؤبد. حسين عطية محمد صالح «37 عاما» محكوم بالمؤبد. صادق جعفر سلمان حسين «27 عاما» محكوم بالمؤبد بالإضافة إلى 41 سنة. عبدالحسين جمعة حسن أحمد العنيسي «31 عاما» محكوم بالمؤبد. رضا عبدالله عيسى الغسرة «29 عاما» محكوم بالمؤبد بالإضافة إلى 79 سنة. حسين جاسم عيسى جاسم البناء «27 عاما» محكوم ب43 سنة. وأهابت وزارة الداخلية بكل من لديه معلومات تساعد في إلقاء القبض على المحكومين الهاربين والعناصر الإرهابية التي قامت بمساعدتهم في التخطيط والتنفيذ الإسراع بالإبلاغ عنهم، مؤكدة أن كل من يتستر على أي منهم بأنه يقع تحت طائلة القانون والمساءلة الجنائية. الإرهابي «رضا الغسرة» الداخلية أكدت في بيانها ما نقلته «اليوم» أمس الأول؛ عن هروب المسجون رضا الغسرة، الذي يعتبر أخطر الإرهابيين الذين دربهم نظام إيران في البحرين، وأشرف «الغسرة» على تأسيس العديد من الجماعات الإرهابية في البحرين قبل إلقاء القبض عليه عام 2012 وهرب ثم تم القبض عليه عام 2013، وأشرف على تنفيذ عمليات تفجير في مواقع حساسة، كما أنه المشرف على تخزين وتهريب الأسلحة إلى البحرين. وهرب الغسرة مع حسين البناء سابقاً من سجن جو، فيما تم إلقاء القبض عليهما لاحقاً. وكشفت مصادر ل«اليوم» أن الغسرة أوصل رسائل تهديد بطرق مختلفة إلى مدربيه في إيران بأنه سيدلي بمعلومات هامة عمن تم تدريبهم في إيران والعراق، وأماكن معسكرات التدريب، إضافة إلى طرق تهريب الأسلحة إلى المملكة. وبينت المصادر أن هذه العملية هي الأكبر لهروب سجناء من «سجن جو»، وليس هناك أي معلومات حول هرب الغسرة خارج البلاد أو حتى كيفية هروبه من زنزانته، حيث يقبع انفراديا في السجن نظراً لخطورته. ويعد هذا هو الهروب الرابع لرضا الغسرة والذي تم القبض عليه فيها كلها، وقد قام بمحاولتي هروب من مركز توقيف «الحوض الجاف»، آخرهما بتاريخ 8 مايو 2012 حيث كان موقوفا على «خلفية أعمال شغب ومخالفة القانون»، إلا أن أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض عليه بعد عام في منطقة بني جمرة وبحوزته سلاح ناري. الشرطي الشهيد أما الشرطي عبدالسلام اليافعي، والذي استشهد أثناء العملية، يعمل في الشرطة منذ 5 أعوام، بعيداً عن أسرته المكونة من زوجته وابنته مرام (4 سنوات) وابنه محمد (سنتان ونصف)، ويروي زملاؤه أنه زارهم في اليوم السابق، وكان يشكو من الإرهاق ويريد الخروج في إجازة حتى يتمكن من الراحة أو زيارة أسرته وقد وعده أحدهم بمحاولة الحصول على الإجازة، ويقول زميله: فوجئت بعد انتهاء زيارته لي ليلة الحادث، به يقف مبتسماً وهو يقول «لا تتصل بي بعد الآن» وانصرف وكنت أظنها مزحة. وأضاف: «طلب قبل الانصراف أن أتأكد أنه مستيقظ في الساعة الرابعة فجراً، لأن نوبة عمله ستبدأ في الخامسة صباحاً على بوابة السجن الرئيسية، ولم أتمكن من الاتصال به لكني علمت أنه استشهد في الصباح الباكر عقب إطلاق النار عليه، وقد أصيب معه شرطيان آخران، أحدهما في حالة خطرة».