لم يكن انضمام عمان إلى «التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب» الذي تقوده المملكة العربية السعودية أمرا غير متوقع، وفي جميع الأحوال فإن هذا الانضمام هو محل ترحيب العالم الإسلامي كافة، وفي مقدمته المملكة العربية السعودية بما تحتله من مكانة دينية وسياسية وإستراتيجية في العالمين الإسلامي والعربي بل في العالم أجمع. إن الأسباب التي تجعل انضمام عمان لهذا التحالف كثيرة، أولها: توافق مواقف الدول الإسلامية الأعضاء في التحالف مع الموقف العماني من الإرهاب، وضرورة صده ومواجهته، إضافةً لكون عمان دولة مهمة في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تشارك كل دوله في هذا التحالف. ولم يكن الترحيب بالقرار العماني ترحيبًا رسميًا مقتصراً على الجهات الرسمية في الدول الأعضاء فقط، بل كان الموقف الشعبي في المملكة ودول الخليج العربية على وجه الخصوص موقفًا مرحبًا ومعبراً عن الفرحة بهذا الموقف الذي يوحد مواقف دول المجلس أمام كافة القضايا التي تواجهها المنطقة، ثم إن هذا القرار يدعم المساعي السعودية لتوحيد المواقف، بل وإلى التحول المنشود بمجلس التعاون إلى الاتحاد بما يعنيه ذلك من تجميع القوى لدول المجلس وطاقاتها البشرية والاقتصادية والدفاعية لصد أي عدوان على الدول الأعضاء أو محاولة لزعزعة الأمن من منظمات الإرهاب. والأمر الهام أيضًا في هذا الموقف، هو أنه يشكل نجاحًا لمساعي المملكة في توحيد الصف وجمع الشمل وهي المساعي التي لم تتوقف سواء من خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين لدول المنطقة، أو زيارات ومحادثات واتصالات سمو ولي ولي العهد، أو من خلال القنوات السياسية لوفود المملكة في المؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية. ولذلك، فإن مبادرة وزير الدولة العماني لشئون الدفاع لنقل خبر القرار العماني إلى سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحمل رسالة هامة، هي أن القرار يجيء استجابة لمساعي المملكة وإدراكًا لأهمية وصواب مواقفها الداعية إلى تعزيز التحالف الإسلامي الذي يحمل هو أيضًا رسالة إلى كل القوى التي قد تفكر بزعزعة أمن المنطقة أو المملكة أو تهديد استقرارها، لا سيما وأنه قد أظهر قوة هذه الدول وقدرتها على حشد أكبر تجمع من القوى العسكرية وهو ما شهده العدو والصديق أثناء مناورات درع الشمال التي أجرتها جيوش دول التحالف التي يناهز عددها بعد انضمام سلطنة عمان أكثر من أربعين دولة، ولا يزال الأمل معقوداً أن تنضم إلى التحالف الإسلامي العسكري دول إسلامية أخرى، لا سيما وأن مساعي سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ما زالت متواصلة مع الدول الشقيقة لتحقيق هذه الغاية. ومع كل هذه الاستعدادات الكفيلة - بإذن الله- بردع أي عدوان، إلا أن المملكة العربية السعودية وأشقاءها في التحالف الإسلامي العسكري ما زالوا يمدون أيديهم بالسلام لكل الدول بالمنطقة وخارجها، مؤكدين أن غايتهم الوحيدة هي مكافحة الإرهاب ومنعه من زعزعة أمن الدول أو إثارة النعرات والنزاع أو التدخل الأجنبي في هذه الدول ضد إرادة شعوبها وحكوماتها الشرعية، وهي لن تلجأ إلى أي طريق غير السلام إلا حين تضطر إلى ذلك في مواجهة الإرهاب والعدوان.. مرحبًا بسلطنة عمان في التحالف الإسلامي وهنيئًا لدول الخليج وشعوبها بوحدة الصف والكلمة والموقف.