قانون حضاري اجتماعي صاغه الأقدمون وسار عبر القرون حتى وصل إلينا ومفاده «أنت حُرٌ ولكن حُريتك تنتهي مع بداية حُرية غيرك» فأنت حر إلى حد معين.. حرية مضبوطة لا حرية مطلقة.. لأن الحرية المطلقة تعني الفوضى.. وعدم النظام وهذا ما نراه بالعين المجردة في الأسواق الشعبية بالأحساء. وليسمح لي سعادة أمين محافظة الأحساء المهندس عادل محمد الملحم أن يستجيب لدعوة مواطن مخلص بأن يقوم بجولة ميدانية في أسواق الأحساء الشعبية في الجفر والطرف والقارة وو... ليكون شاهد عيان على ما تحدثه هذه الأسواق من آلام اجتماعية ولا علاج لها إلا عند الأمانة رعاها الله، فمثلاً.. سوق الجمعة وسوق السبت الموجودان بصفة مستمرة في الطرف الواقعة على بعد عشرة كيلو مترات شرق الهفوف.. هذان السوقان يتمتعان بفوضى غير منظمة في عرض البضائع والسلع إلا أن النظافة– والحق يقال– متواجدة بعد أن يرحل البائعون من السوق. إلا أني أعتب على الأمانة في عرض البضائع أمام الجمعية الخيرية– آسف– أمام مستوصف جمعية الطرف الخيرية.. وبالأخص أمام بوابة الطوارئ وهنا تكمن الخطورة فلو احتاج مريض إلى إسعاف في الوقت الذي تنتشر فيه البضائع -وكثيراً ما يحدث- فلا طريق له ليصل إلى بوابة الإسعاف وربما -لا سمح الله– مات المريض وهو في عقبة الوصول إلى المستشفى. فيا سعادة الأمين حفظك الله من كل مكروه قم بجولة قصيرة قبل صلاة الجمعة لترى بعينيك مدى المأساة.. ويوم السبت من بعد صلاة الظهر إلى العشاء.. مستوصف جمعية الطرف الخيرية وخاصة مكان الإسعاف.. أرى أنه يحتاج إلى إسعاف فوري وسريع.. إن جمعية الطرف الخيرية والمدرستين اللتين بجوارها يعيشون مرحلة اختناق.. سابقاً بالدجاج والطيور والأغنام والحمام والأرانب وكافة الدواجن واليوم انتقلت هذه الأخطار إلى مكان آخر. جزى الله الأمانة كل خير والآن تعيش الجمعية مرحلة اختناق من نوع آخر فهل نجد من ينجدها فينقذها وتشم نسمة الصحة وترى العافية فما أن تخلص هذه الجمعية ومستوصفها من أزمة إلا وتحل بها أزمة جديدة. إن معاناة القرى الشرقية من الهفوف معاناة مستمرة. فما أن تنتهي حتى تبتدي، كانت تعاني الحفر في الشوارع وجاءت البلدية ورقعت الحفر أو قل بعض الحفر والنتيجة أن الحفر الباقية توسعت وتعمقت، وإضاءة بعض الشوارع انطفأت مصابيحها، وما إن يصلح مصباح حتى تنطفئ عدة مصابيح، والمشكلة كلها في عدم المراقبة، وتلاشي المراقبة في السلع المنتهية صلاحيتها مما يجعل لها عواقب لا تحمد عقباها، فللأمانة دورهم في هذا والأهم هذه المياه المتدفقة من خزانات بعض البيوت المستأجرة للعمالة ما يجعل الشوارع أنهاراً تجري كل صباح.. إنني في هذه السطور أرفع إلى معالي أمين محافظة الأحساء هذا الالتماس باسم كل مواطن يقطن شرق الهفوف وأخص به سكان بلدة الطرف التي اتسعت مبانيها وساحت أراضيها جنوباً وشرقاً لتأخذ الأمانة منها ما يغنيها للأسواق حتى تخف أزمة الاختناقات. ولقد طرأ على بالي سؤال لا مجال للتخلص منه أو الهروب منه: أين دور العمدة في مثل هذه الحالات؟ أليس له دور في حل مثل هذه المشكلات البسيطة مثل مشاكل الماء المنقطع والإسفلت المحفر في كثير من الشوارع والأسواق الشعبية.. والمصابيح التالفة؟.. هنا المجلس البلدي والعمدة.. أليس لهما دور في حماية المجتمع من هذه الكبوات البسيطة؟..